– الله يأجرك ويحفظك هل سبق أنك تعاني من أي شك أو وسواس مرضي وأخذت أدوية؟
قال: لا والحمد لله
– طيب قبل توجيهك في هذا الموضوع، هل ترى أن نفسك تستحق أن تعذبها بالتفكير والهمّ والغم وبدون تغيير أي شيء؟
قال: لا
– عليك أن ترحم نفسك، فمَن لا يرحم نفسه لا يرحمه أحد، ما ينبغي للمسلم أن يعذب نفسه ويحملها ما لا طاقة لها به، وقد وعد الله أنه لا يحملها فوق طاقتها، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “وإن لنفسك عليك حقًا”، وأخطاء الأخرين مهما بلغت فلا تضعها على كاهلك، هل من المعقول عقلاً وشرعًا أن تتعذب أنت وغيرك يمارس الخطأ ويفرح به لو كان قد حصل، وهذا لم يحصل أبدا كما سأبينه لك.
– ولا تقول هذا من الغيرة، فغيرتك ولو في محلها مهما كانت فلن تكون أشد ولا أكثر من غيرة الصحابة العرب الأقحاح الذين كانت الغيرة تسيطر عليهم بصورة قبيحة لدرجة أنها جعلتهم في الجاهلية يمارسون طقوس الشيطان بوأد البنات غيرة وخوفاً عليهم من العار والفضيحة حسب عقولهم قبل الإسلام،
ولما بعث الله رسوله رحمةً للعالمين، سيطروا على هذه الغيرة والشك وتحكموا فيها، فمثلاً مما كان ووقع في زمن النبي عليه الصلاة والسلام شكوى هلال بن أمية و عويمر العجلاني من قضايا الشرف وانتهاك زوجاتهم حرمة فراشهم، والعجيب أن كل واحد يفكر بنفسه قبل كل شيء ويفكر مراد الله ورسوله قبل أن يفعل أي شيء تجاه ما حصل له،
– فيقول: أرأيت الرجل وجد مع امرأته رجلاً فيقلته، أتقتلونه به أم كيف يفعل؟
– انظر يفكر الصحابي بمصلحته وعاقبة أمره ويبحث المخرج الشرعي الذي يرضي الله عز وجل ورسوله في هذه القضايا، ثم ينظر صحته ومصلحة عياله وسمعتهم، هذه هي النقطة الأولى.

– النقطة الثانية بارك الله فيك وهي مهمة جدا في نفس الوقت وبصميم الأمر الذي تعاني منه، هل يمكن أن تحيض المرأة وهي حامل؟ أو هل الحامل تحيض أم لا؟ فقبل أن نقع بسوء الظن والقذف والشك بسبب الوسواس الخناس، فالشيطان أعظم وظائفه في هذه الدنيا هي إيقاع الناس بالشرك ثم بتحريش الزوجين قبل أي معاصي أخرى.
– الجواب عن مسألة إمكانية نزول الحيض حال الحمل ينظر لها من خلال جانبين، جانب شرعي وجانب طبي، فحتى تطمئن عليك أن تسأل الجهات الطبية لأمراض النساء والولادة، وتبحث أو تسأل جهات الفقه الشرعية المتخصصة في فقه الأسرة،
– ولكن من الناحية الاستشارية عندي لكي تطمئن ويذهب عنك الشك إلى أن تتبين من ذلك، فحسب علمي ومعرفتي إذا بحثت وسألت هل الحامل الحيض؟ ستجد في جميع الكتب الفقهية المعتبرة في المذاهب الحنفية والمالكية والشافعية والحنبلية رحمهم الله وكذلك فتاوى العلماء الربانيين منذ القدم، ستجد أن هذه المسألة قد طُرحت عليهم، وستجد من الفقهاء من يقول بأن ذلك ممكنًا، ومنهم من يقول لا يمكن ذلك؟
– والذين يقولون: لا يمكن ذلك، إذا صار ونزل دم من الحامل يقولون هو استحاضة أو نزيف أو دم علة ما، ومعنى ذلك أنه يمكن خروج الدم من الحامل سواء سميناه دم حيض أو أي دم آخر، المهم أن خروج الدم أثناء الحمل وارد وموجود.
– أما من الناحية الطبية، فقد سمعت من عدة مصادر طبية أن ذلك ممكنًا ويسمونه “حمل الغزال”

قال: الله يجزاك خير، أذهبت ما في نفسي وشفيت صدري والله يفرج عليك.