المجالس مدارس يكتسب المرء منها حكمة أو علماً ينتفع به وخير المجالس من يحضرها أهل العلم والخبرة والدراية والبصيرة، ومن الجهود المباركة في نشر الوعي ما قامت به مؤسسة صندوق الزواج من إقامة محاضرة أسرية في مجلس الشيخ خالد بن طناف المنهالي، للأستاذ عبد القادر محمد عجال، ونقلت فوائدها لكم.
الفوائد:
- بداية المشاكل قد تكون صغيرة كالشرارة إن لم نقم بإطفائها فقد تصبح ناراً تحرق حياتنا الزوجية، فلا يستهان في صغر البدايات لأنها ربما تكون كبيرة ومؤلمة في النهايات .
- الحياة الزوجية حياة مقدسة بُينت عظمتها في الكتاب والسنة، ومن تأمل كتب الفقه يجد أن المسائل قسمت على أربعة أرباع ، فكتاب النكاح أخذ الربع والعبادات بالطاهرة و الصلاة والصيام والزكاة والحج أخذ الربع، والمعاملات ربع، والقضاء ربع.
- من سنن الله الكونية الابتلاء فيبتلا الانسان في نفسه بالمرض ، أو ماله أو صحته، أو عقله، أو بالزوجة أو الأبناء أوالأنساب أوالأ صحاب أو العمل ﴿لَقَد خَلَقنَا ٱلإِنسَٰنَ فِي كَبَدٍ ٤﴾ [البلد: 4] وقال تعالى ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ إِنَّ مِن أَزوَٰجِكُم وَأَولَٰدِكُم عَدُوّٗا لَّكُم فَٱحذَرُوهُمۚ وَإِن تَعفُواْ وَتَصفَحُواْ وَتَغفِرُواْ فَإِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٞ رَّحِيمٌ ﴾ [التغابن: 14].
- كما أن الانسان يود أن يفر من مشاكله الأسرية في الدنيا، فهناك في الآخرة يكون كذلك ﴿يَومَ يَفِرُّ ٱلمَرءُ مِن أَخِيهِ (٣٤) وَأُمِّهِۦ وَأَبِيهِ (٣٥) وَصَٰحِبَتِهِۦ وَبَنِيهِ (٣٦) لِكُلِّ ٱمرِيٕٖ مِّنهُم يَومَئِذٖ شَأنٞ يُغنِيهِ ﴾ [عبس: 34-37] وعلى الانسان أن يبرئ ذمته الأسرية بشقيها الزوجية والوالدية قبل أن يخرج من هذه الدنيا ﴿يَومَ لَا يَنفَعُ مَالٞ وَلَا بَنُونَ( ٨٨) إِلَّا مَن أَتَى ٱللَّهَ بِقَلبٖ سَلِيمٖ ٨٩﴾ [الشعراء: 88-89]
- كل مشكلة زوجية تمر عليك ستجد مثلها في السنة النبوية مشكلة النفقة ،الغيرة، الزوجات منقسمات لمجموعتين، فمن أراد السعادة الزوجية فعليه باتباع السنة النبوية.
- الرجال والنساء لايرضون على المستشار الأسري، حاله كالقاضي فالناس منقسمين في الرضا عليه قسمين فمن حكم له رضي ومن حكم عليه تسخط.
- طرح المواضيع الأسرية يكون بحسب حال المتواجدين فإن كن نساء قلنا أن سبب المشاكل هن النساء وإن كان الحضور كلهم رجال قلنا أن سبب المشاكل هم الرجال ولم نقول الأزواج لأن الرجل يدخل تحته الأب والاخ والعم والخال والنسيب والصهر ﴿ٱلرِّجَالُ قَوَّٰمُونَ عَلَى ٱلنِّسَآءِ بِمَا فَضَّلَ ٱللَّهُ بَعضَهُم عَلَىٰ بَعضٖ وَبِمَآ أَنفَقُواْ مِن أَموَٰلِهِمۚ﴾ [النساء: 34] وكم من الأزواج ضحايا بسبب والد الزوجة لأنه غير قادر على تحمل المسؤولية أو لأنه سلم الأمر لأم الزوجة.
- من الاخطاء سرعة الاستماع لشكوى البنت عندما تشتكي على زوجها عند أهلها جَاءَ رَسولُ ﷺ بَيْتَ فَاطِمَةَ عَلَيْهَا السَّلَامُ، فَلَمْ يَجِدْ عَلِيًّا في البَيْتِ، فَقَالَ: أيْنَ ابنُ عَمِّكِ فَقَالَتْ: كانَ بَيْنِي وبيْنَهُ شيءٌ، فَغَاضَبَنِي فَخَرَجَ فَلَمْ يَقِلْ عِندِي، فَقَالَ رَسولُ ﷺ لِإِنْسَانٍ: انْظُرْ أيْنَ هو فَجَاءَ فَقَالَ: يا رَسولَ اللَّهِ هو في المَسْجِدِ رَاقِدٌ، فَجَاءَ رَسولُ اللَّهِ ﷺ وهو مُضْطَجِعٌ، قدْ سَقَطَ رِدَاؤُهُ عن شِقِّهِ فأصَابَهُ تُرَابٌ، فَجَعَلَ رَسولُ اللَّهِ ﷺ يَمْسَحُهُ عنْه وهو يقولُ: قُمْ أبَا تُرَابٍ، قُمْ أبَا تُرَابٍ. فتأمل كيف تغافل النبي ﷺ عن سماع المشكلة من ابنته وفي نفس الوقت طيب خاطر زوج ابنته.
- لا تيأس ولا تقل أن البيوت تهدمت بسبب كثرة المشاكل الزوجية فقد جاء في الحديث (إذا قال الرجلُ: هلك الناسُ فهو أهلَكُهم). فالخلافات سنة كونية وعلينا أن نتعامل معها بالسن الشرعية، والخير موجود، وأهل الصلاح في الناس أحياء فقد جاء في السنة ( أمَّتى كالمطرِ لا يُدرى أولُّه خيرٌ أم آخرُه)
- المشاكل الزوجية تحصل في كل الأعمار 60 -50 -40 -30- 20 ولكل مرحلة عمرية مشاكلها، فانتبهوا من تراكم الخلافات وإبقاء الملفات مفتوحة بلا حل.
- قد يأتي عليك حال تكون فيه متضايقاً حتى من نفسك وتود الجلوس بمفردك لا تريد زوجتك ولا تريد أن تسمع لولدك، فإن كنت متضايقاً من نفسك فمن باب أولى أنك لا تريد أن تستمع للاخرين، ولكن انتبه لردات فعلك وقراراتك.
- ردود الناس مختلفة عند وقوع المشاكل خذ على ذلك مثال يرن الهاتف ولكن تختلف نغمة التنبيه هناك من وضع الصوت العالي وهناك من وضع الصوت الخافض، هناك من وضعه على الصامت وهناك من وضعه على الاهتزاز وهناك من وضع التنبيه بالإضاءة ، كلها إشارات تدل على أن الهاتف يرن وهكذا هي أحوال الناس فمنهم من يصمت عند المشكلة ومنهم من يكتمها في نفسه ومنهم من يصرخ ومنهم من يتكلم بهدوء.
- سبب ظهور المشاكل عند الناس ثلاثة وهي موجودة منذ خلق الله عز وجل آدم : أ. عدم العلم ﴿وَإِذ قَالَ رَبُّكَ لِلمَلَٰٓئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٞ فِي ٱلأَرضِ خَلِيفَةٗۖ قَالُوٓاْ أَتَجعَلُ فِيهَا مَن يُفسِدُ فِيهَا وَيَسفِكُ ٱلدِّمَآءَ وَنَحنُ نُسَبِّحُ بِحَمدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَۖ قَالَ إِنِّيٓ أَعلَمُ مَا لَا تَعلَمُونَ ﴾ [البقرة: 30] فلو كانوا يعلمون ما سألوا هذا السؤال، فمن يعلم فلن يقع في المشكلة، ومن لايعلم سيقع في المشكلة، لذلك قالوا إن أعلم الصحابة هو أبوبكر الصديق رضي الله عنه والسبب أنه لم يستشكل في أمر النبي عليه الصلاة والسلام حتى عند الاسراء والمعراج.
فعندما تسأل المقبلين على الزواج عن حقوق الزوج وحقوق الزوجة، لاالزوج ولا الزوجة يعرفان ما الذي لهما وما الذي عليهما، فلابد من تهيئة البنت والولد للزواج من بيوتهم كما فعلت أم مريم ﴿فَلَمَّا وَضَعَتهَا قَالَت رَبِّ إِنِّي وَضَعتُهَآ أُنثَىٰ وَٱللَّهُ أَعلَمُ بِمَا وَضَعَت وَلَيسَ ٱلذَّكَرُ كَٱلأُنثَىٰۖ وَإِنِّي سَمَّيتُهَا مَريَمَ وَإِنِّيٓ أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ ٱلشَّيطَٰنِ ٱلرَّجِيمِ ﴾ [آل عمران: 36] فهي تفكر في أبناء بنتها، فهي تنظر إلى مستقبل ابنتها بأن تكون زوجة وأم.
إلا أن فاقد الشيء لا يعطيه، فعندما يجهل الزوج حقوق الزوجة وفهم النفسيات والبيئة التي نشأت فيها ﴿وَمِن ءَايَٰتِهِۦٓ أَن خَلَقَ لَكُم مِّن أَنفُسِكُم أَزوَٰجٗا لِّتَسكُنُوٓاْ إِلَيهَا وَجَعَلَ بَينَكُم مَّوَدَّةٗ وَرَحمَةًۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَأٓيَٰتٖ لِّقَومٖ يَتَفَكَّرُونَ﴾ [الروم: 21] فكيف ستحصل المودة والرحمة و هناك جفاف في المشاعر وعدم قناعة.
وهنا لابد من الانتباه فعندما نسأل الرجل لماذا تزوجت الأولى أو الثانية؟ فكأنما دخلنا في عورات الناس، ولكن السؤال الصحيح ما هو هدفك من هذا الزواج؟ حتى تكون الاستشارة مناسبة. وعندما نقول للشخص ضع لنا 40 هدفاً من زواجك، فليس المقصود هو العدد لأنه قد يكتب 30 ويتحقق 10 يكتب 20 ويتحقق خمسة، فهناك أهداف تحققت، لكن إذا كتب هدف واحد ولم يتحقق تنتهي الحياة الزوجية.
فمعرفة أهداف الزواج مهم جداً، فالزواج فيه أهداف من جميع الجوانب أهداف دينية أهداف اجتماعية أهداف مادية أهداف اقتصادية أهداف وطنية اهداف أمنية عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: تُنْكَحُ الْمَرْأَةُ لِأَرْبَعٍ: لِمَالِهَا، وَلِحَسَبِهَا، وَلِجَمَالِهَا، وَلِدِينِهَا، فَاظْفَرْ بِذَاتِ الدِّينِ تَرِبَتْ يَدَاكَ .
والزواج أثره لا يتوقف عند الزوجين فقط بل أثره متعدٍ ، ولذلك نقول يا إخوة تزوجوا وأكثروا من الذرية، فكل مولود يولد فهو دعم للأسرة والوطن، فصغار اليوم هم قادة الغد وحماة الوطن.
تأمل معي الذي لا يحمل الشهادة الأكاديمية سواء كان ذكراً أو أنثى، ولكنهم متزوجين ولديهم أبناء، أفضل ممن لديه شهادات أكاديمة عالية ولكنه لم يتزوج، ما السبب لأن الذي عنده شهادة عالية بعد أن وصل عمره 30 سنة رجع ولم يجد الوظيفة المناسبة للشهادة هل سيبقى عندك؟ هو تعلم لأجل أن يحصل على شيء معين،ولربما تأخر في الزواج أكثر، وكلما تقدم العمر قلت فرص الانجاب.
لكن هذا الأمي أو هذه الأمية التي عندها خمس من العيال من الذكور غداً سيدخلون في الخدمة الوطنية وقد يدخلون في الجيش ويكونون من حماة الوطن ،إذاً منطقياً فائدة من الأكبر؟ الفائدة عند من ينجب كثيراً لأنه يعطينا بشراً. وهذا ليس معناه ازدراء التعليم ولكن بيان لأهمية الزواج وأهمية الانجاب، وكم من أزواج انجبوا ودرسوا وجمعوا بين الأمرين والجمع أولى من الترجيح.
فالمواطن الحقيقي والذي يحمل هم وطنه يكثر من العيال، لأن هؤلاء الأبناء هم الذين ينفعون أبائهم وينفعون بلدهم، لكن الذي لم ينجب إلا ولد أو ولدين بحجة أن الوقت ضيق للتربية، أو المال لا يكفي، غداً من سيحملك إذا سافر الأول للدراسة والآخر للعمل في مكان بعيد عن منزل الأسرة؟!!
فلا بد أن تكون عندك الأهداف واضحة {تَزَوَّجُوا الوَدُودَ الوَلودَ ، فإني مُكَاثِرٌ بكم الأنبياءَ يومَ القيامةِ} النبي ﷺ تجاوز الدنيا والأهداف الدنيوية قال وإني مكاثر بكم الأمم أين ومتى يوم القيامة.
فمعرفة أسس الاستقرار من احترام بين الزوجين ومن حسن الخطاب ومن الحلم ومن التغافل ومن الصبر، هذه الأمور مهمة جداً من خلالها تبنا البيوت فلابد أن يتصف بها الأزواج، وأضف لها فهم الحاجات النفسية للزوج والزوجة.
ولابد كأباء وإخوة من تعليمها لبناتنا وأخواتنا، هذا الزوج ماله من الحاجيات و الحقوق؟ الابن عندما يتزوج لابد أن يبين له ويعلم ما لهذه البنت من حقوق وواجبات.
هذه البنت أهلها تعبوا عليها وربوها أحسن تربية على قدر استطاعتهم، فلما كبرت وشبت وصارت الثمرة اليانعة وافقوا على إهدائها لك لكي تحافظ عليها، ونفس الكلام يوجه للبنت هذا الشاب كان معززاً عند والديه فلما صار رجلاً أوشاباً اختارك أنتِ من بين نساء العالم فلابد أن تكون العلاقة بينكما علاقة تكاملية.
ب. السبب الثاني وهو الظلم أو التكبر أو العدوان ولذلك رب العالمين أمر ابليس أن يسجد لآدم فأبى واستكبر، فلما يأتينا زوج مزاجي أو تأتينا زوجة ناشز كيف تستقر الحياة؟!! وعندما يكون أحدهما متكبراً مترفعاً على الآخر بعيداً عنه، من الطبيعي أن يتولد نوع من النفرة ويحصل التصادم وتظهر المشاكل.
ج. السبب الثالث التدخلات إذا كان السبب الأول والسبب الثاني علاجهما سهل، لكن الإشكالية في السبب الثالث عندما يكون هناك أناس دخلاء، وكما يقال إذا كثر الطباخين فسد المرق، والسفينة لا تسير بربانين، فكثير من المشاكل دخل فيها المخببين {مَن خَبَّبَ زَوجةَ امرِئٍ أو مَملوكَه فليس مِنَّا} أو من يتكلم بلا علم {المستَشارُ مُؤتَمنٌ}
فعندما تستشير لابد أن تسأل أنت من هذا الذي تستشيره؟ وماهي مؤهلاته؟ لأن هناك مشاكل الأصل فيها الستر وحلها بالسرية، لكن يأتيك من يبليك فيقول مثلاً افتحوا عريضة في المحكمة أو بلغوا الشرطة أو كذا… فتصبح فضيحة بدل من النصيحة وتتسع الدائرة بعد أن كانت صغيرة ، ويصبح الأمر مكشوفاً بعد أن كان مستوراً.
- وقد يقول قائل كيف لنا أن نحافظ على بيوتنا؟
فالجواب عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، قَالَتْ: دَخَلَ رَهْطٌ مِنَ اليَهُودِ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ فَقَالُوا: السَّامُ عَلَيْكَ، فَفَهِمْتُهَا فَقُلْتُ: عَلَيْكُمُ السَّامُ وَاللَّعْنَةُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: مَهْلًا يَا عَائِشَةُ، فَإِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الرِّفْقَ فِي الأَمْرِ كُلِّهِ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَوَ لَمْ تَسْمَعْ مَا قَالُوا؟ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: فَقَدْ قُلْتُ: وَعَلَيْكُمْ. فالرفق مطلوب في الرد على المخالف ومن يستفعل المشاكل.
وعن عائشة رضي الله عنها: أَن النبيَّ ﷺ قَالَ: إِنَّ اللَّهَ رَفِيقٌ يُحِبُّ الرِّفقَ، وَيُعْطِي على الرِّفق ما لا يُعطي عَلى العُنفِ، وَما لا يُعْطِي عَلى مَا سِوَاهُ.
وعنها: أَنَّ النبيَّ ﷺ قَالَ: إِنَّ الرِّفقَ لا يَكُونُ في شيءٍ إِلَّا زَانَهُ، وَلا يُنْزَعُ مِنْ شَيءٍ إِلَّا شَانَهُ
وعنها: أَنَّ النبيَّ ﷺ قَالَ : إذا أراد الله -عزّ وجل- بأهل بيت خيرًا، أدْخَلَ عليهم الرِّفْقَ.
فالبيت الذي فيه صراخ وشتم وسب وضرب واتهامات وتهديد ووعيد هل هذا من الرفق ؟!!!! وهنا إسأل نفسك كم هي نسبة الرفق في بيتك؟
وتأمل في قصة نوح عليه السلام مع ابنه المخالف له ﴿وَنَادَىٰ نُوحٌ ٱبنَهُۥ وَكَانَ فِي مَعزِلٖ يَٰبُنَيَّ ٱركَب مَّعَنَا﴾ [هود: 42] لآخر لحظة وهو يترفق به ويناديه بكلمة بُني.
- لا شك أن الحديث عن المشاكل لايكون إلا بصوت الألم، فالبيوت المستقرة الهادئة لاصوت لها يعلو، وإنما تفوح منها مسك السكينة وعنبر الطمئنينة.
- وإذا أردت أن تكسب الناس فانظر إلى محاسنهم ، وتذكرعندما تغضب فأنت من ستدفع أولاً فاتورة صحتك، ألم تتدبر كلامك ربك كيف أدخل الفضل بين آيات الطلاق { وَلَا تَنسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ} لأن وقت المشاكل كل شخص يحمل المجهر لينظر إلى السيئات ولا يرى الحسنات الظاهرات البينات وهذا خلاف الهدي النبوي عن أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أنّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: يَا مَعْشَرَ النِّسَاءِ، تَصَدَّقْنَ، فَإِنِّي رَأَيْتُكُنَّ أَكْثَرَ أَهْلِ النَّارِ. فَقُلْنَ: وَبِمَ ذَلِكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: تُكْثِرْنَ اللَّعْنَ، وَتَكْفُرْنَ العَشِيرَ، مَا رَأَيْتُ مِنْ نَاقِصَاتِ عَقْلٍ وَدِينٍ، أَذْهَبَ لِلُبِّ الرَّجُلِ الحَازِمِ، مِنْ إِحْدَاكُنَّ، يَا مَعْشَرَ النِّسَاءِ.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: لا يَفرَكْ مؤمن مؤمنة، إن كره منها خُلقًا رضي منها آخر أو قال: غيره. فلا تنزعج أيها الزوج من ذمها لأنها فطرتها، وهي أضعف منك لا تستطيع مضاربتك فقوتها في اللسان.
- من سمات الرجال كباراً أو صغاراً وهي مشكلة فالحقيقة أنهم لا يتعتذرون ولا يعترفون بأخطائهم إلا من رحم الله. ولنا في رسول الله ﷺ أسوة حسنة فأم المؤمنين صفية بنت حيي بن أخطب قالت: وما كان أبغض إليَّ من رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قتل أبي وزوجي، فما زال يعتذر إليَّ، وقال: ” يا صفية إن أباك ألب علي العرب، وفعل، وفعل حتى ذهب ذلك من نفسي “كان أبوها سيد بني النضير، فالنبي ﷺ يعتذر وهو لم يخطئ ولكن ليكسب قلبها. فالإعتذار أقوى سلاح لكسب القلوب ولكن البعض يراه ذل وانكسار، وتأمل هذا الحديث النبوي {ونِساؤُكُمْ من أهلِ الجنةِ الوَدُودُ الوَلودُ العؤودُ على زوجِها، التي إذا غَضِبَ جاءتْ حتى تَضَعَ يَدَها في يَدِ زَوْجِها، وتقولُ: لا أَذُوقُ غَمْضًا حتى تَرْضَى} هذا يدل على أن من سمات المرأة القوية أنها تُرضي زوجها ولو لم تكن مخطئة لأنها تطمع لنيل جنة عالية ولم تفتنها دنيا فانية.
- ومن أسباب الخلافات الذنوب والمعاصي فكم نعصي الله في الخلوات بهواتفنا المتحركات مع قلةٍ في الطاعات ناهيك عن إطلاق البصر واللسان، ﴿وَمَآ أَصَٰبَكُم مِّن مُّصِيبَةٖ فَبِمَا كَسَبَت أَيدِيكُم﴾ [الشورى: 30] اتهم نفسك فقد يكون الخلل فيك، آدم عليه السلام أخرج من الجنة لأنه أكل من شجرة ولم يمتثل الأمر، ويونس عليه السلام ابتلاه الله لأنه خرج بغير استئذان فكيف بنا نحن؟!!!!! تأمل حالك كيف هو رجوعك إلى الله عند حصول المشكلة؟ و كيف تحاسب نفسك عندما تقع في المشكلة { ما توادَّ اثنانِ في اللهِ فيُفَرَّقُ بينهما إلَّا بذنْبٍ يُحْدِثُهُ أحدُهم}
وانتبه من الوساوس وأخطرها وساوس البشر وهي أسوء من وساوس الشيطان لأنها تأتيك في صورة الناصح فكم تتقاطع الأرحام ويضيع الأبناء وتنشغل المحاكم والمراكز بسبب قضايا الأسر، وتأمل في اجتماع إبليس وأعوانه وماهي أهدافه {إنَّ إبليسَ يضعُ عرشَه على الماءِ ، ثم يبعثُ سراياه ، فأدناهم منه منزلةً أعظمَهم فتنةً ، يجيءُ أحدُهم فيقولُ : فعلتُ كذا وكذا ، فيقولُ ما صنعتَ شيئًا ، ويجيءُ أحدُهم فيقولُ : ما تركتُه حتى فرَّقتُ بينَه وبين أهلِه ، فيُدْنِيه منه ، ويقولُ : نعم أنتَ }
كتبـــــه/ أبوسالم
ماجد بالليث الهمامي
الاثنين 17 / صفر / 1447
الموافق 11/ أغسطس / 2025
No Comments