الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد.
فإننا ولله الحمد نعيش في زمن انتشرت فيه المعلومات المشاهدة والمسموعة والمقروءة ولو أن كل انسان لخص كتاباً أو دون فوائد ما سمع أو ما شاهده، لخرج بخير عظيم ينتفع به هو أولاً وينتفع به من يطلب العلم في هذا الفن فعن أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله تعالى عنه: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قَالَ: إِذَا مَاتَ ابنُ آدم انْقَطَعَ عَنْهُ عَمَلُهُ إِلَّا مِنْ ثَلَاثٍ: صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ، أو عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ. رَوَاهُ مُسْلِمٌ. وقد استوقفتني حلقة رائعة مفيدة أبدع فيها الضيف والمضيف في طرح موضوع ماذا بعد الطلاق؟ أو قل إن شئت آداب الطلاق وكان الضيف هو الاستاذ القدير عبد القادر عجال فإليك فوائد الحلقة.
الفوائد:
1- أهمية الموضع: وتأمل ما جاء في السنة يقول عمر بن الخطاب : كَانَ لِي جَارٌ مِنَ الْأَنْصَارِ. فَكُنَّا نَتَنَاوَبُ النُّزُولَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ. فَيَنْزِلُ يَوْمًا وَأَنْزِلُ يَوْمًا. فَيَأْتِينِي بِخَبَرِ الْوَحْيِ وَغَيْرِهِ. وَآتِيهِ بِمِثْلِ ذَلِكَ. وَكُنَّا نَتَحَدَّثُ؛ أَنَّ غَسَّانَ تُنْعِلُ الْخَيْلَ لِتَغْزُوَنَا. فَنَزَلَ صَاحِبِي. ثُمَّ أَتَانِي عِشَاءً فَضَرَبَ بَابِي. ثُمَّ نَادَانِي. فَخَرَجْتُ إِلَيْهِ. فقَالَ: حَدَثَ أَمْرٌ عَظِيمٌ. قُلْتُ: مَاذَا؟ أَجَاءَتْ غَسَّانُ؟ قَالَ: لَا. بَلْ أَعْظَمُ مِنْ ذَلِكَ وَأَطْوَلُ. طَلَّقَ النَّبِيُّ ﷺ. فقلت: قد خابت حفصة وخسرت. قد أَظُنُّ هَذَا كَائِنًا. حَتَّى إِذَا صَلَّيْتُ الصُّبْحَ شَدَدْتُ عَلَيَّ ثِيَابِي. ثُمَّ نَزَلْتُ فَدَخَلْتُ عَلَى حَفْصَةَ وَهِيَ تَبْكِي. فَقُلْتُ: أَطَلَّقَكُنَّ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ؟ فقَالَت: لَا أَدْرِي. هَا هُوَ ذَا مُعْتَزِلٌ فِي هَذِهِ الْمَشْرُبَةِ. فَأَتَيْتُ غُلَامًا لَهُ أَسْوَدَ.
فَقُلْتُ: اسْتَأْذِنْ لِعُمَرَ. فَدَخَلَ ثُمَّ خَرَجَ إِلَيَّ. فقَالَ: قَدْ ذَكَرْتُكَ لَهُ فَصَمَتَ. فَانْطَلَقْتُ حَتَّى انْتَهَيْتُ إِلَى الْمِنْبَرِ فَجَلَسْتُ. فَإِذَا عَنْدَهُ رَهْطٌ جُلُوسٌ يَبْكِي بَعْضُهُمْ. فالصحابة عندهم طلاق النبي ﷺ أعظم من غزو المدينة وذهاب أرواحهم.
2- بعد الطلاق قد يكون هناك شرخ نفسي وقد تكون حياة أخرى.
3- بعد الطلاق تحصل تبعات نفسية اجتماعية مالية تربوية .
4- الاستشارة الأسرية مطلوبة قبل وبعد الطلاق لمتابعة الآثار السلبية والايجابية وتقييمها.
5- الطلاق يمس الرجل والمرأة وأبنائهم بل ويمس أمن المجتمع واستقراره فلابد أن يتفقه الزوجان لما بعد الطلاق .
6- من يقول أن الطلاق لا يؤثر يُرد عليه بقول النبي ﷺ وَكَسْرُهَا طَلَاقُهَا
7- لابد أن يُعلم أن الطلاق عبادة كسائر العبادات لها أحكامها وآدابها وأوقاتها بل سميت سورة كاملة باسم الطلاق هذا غير الآيات الكثيرة التي تحدثت عن هذا الموضوع .
8- الطلاق يأخذ الأحكام الفقهية الخمسة الواجب والمندوب والمباح والمكروه والحرام وحديث أبغض الحلال عند الله الطلاق لا يصح، فكيف يكون العمل مباحاً والله يبغظه.
9- من صور الطلاق المحرمة يقول النبي ﷺ أيما امرأة سألت الطلاق من غير ما بأس لم ترح رائحة الجنة ، وعن مَحْمُودَ بْنَ لَبِيدٍ قَالَ: «أُخْبِرَ رَسُولُ اللهِ ﷺ عَنْ رَجُلٍ طَلَّقَ امْرَأَتَهُ ثَلَاثَ تَطْلِيقَاتٍ جَمِيعًا، فَقَامَ غَضْبَانًا، ثُمَّ قَالَ: أَيُلْعَبُ بِكِتَابِ اللهِ وَأَنَا بَيْنَ أَظْهُرِكُمْ؟ ، وعن عبدالله بن عمر أنَّهُ طَلَّقَ امْرَأَتَهُ وَهي حَائِضٌ في عَهْدِ رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، فَسَأَلَ عُمَرُ بنُ الخَطَّابِ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ عن ذلكَ، فَقالَ له رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: مُرْهُ فَلْيُرَاجِعْهَا، ثُمَّ لِيَتْرُكْهَا حتَّى تَطْهُرَ، ثُمَّ تَحِيضَ، ثُمَّ تَطْهُرَ، ثُمَّ إنْ شَاءَ أَمْسَكَ بَعْدُ، وإنْ شَاءَ طَلَّقَ قَبْلَ أَنْ يَمَسَّ، فَتِلْكَ العِدَّةُ الَّتي أَمَرَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ يُطَلَّقَ لَهَا النِّسَاءُ. وقول جمهور الفقهاء، بأن الطلاق في الحيض يقع، ويأثم صاحبه، ولابد أن يتوب توبة نصوحاً.
10- الطلاق موجود وهو من قدر الله الكوني فكما أن الزواج رزق فالطلاق رزق ، والقاعدة العمرية نَفِرُّ مِن قَدَرِ اللَّهِ إلى قَدَرِ اللَّهِ، فإن قدَّر الله وحصل الطلاق نتعامل بقدر الله وننظر ماهو المطلوب منا شرعاً في هذه الحالة؟
11- الطلاق ليس بمزاج الرجل ولا بمزاج المرأة، إنما هو شرع الله ومن ورائه دخول الجنة أو دخول النار.
12- لا تستعجل بالطلاق ولو بعد 20 سنة قال تعالى {وَجَعَلْنَا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً أَتَصْبِرُونَ ۗ } وقال سبحانه {لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا} فهذه الحياة حياة ابتلاء تحتاج لصبر.
13- من أسباب الطلاق ماهو بأسباب شرعية يحكم عليها القاضي أو المفتي وليس باجتهاد من قبل الزوجين أو أحدهما ، فلا تأخذ آيات الله هزوا، فلا فرق بين من يرمي المصحف على الأرض ومن يطلق طلاق في غير محله وهناك أسباب غير شرعية بسبب الجهل او الهوى أو الدخلاء.
14- كيف يتجنب الزوجان الطلاق؟
أ- تقوى الله
ب- تعلم طرق استقرار الحياة الزوجية، واكتساب المهارات اللازمة التي تقوي العلاقة.
ت- يعرف ما الذي له وما الذي عليه ويطلب الذي له بإعفاف ويؤدي الذي عليه بكرم حاتمي فإحسانك لنفسك.
ث- الدنيا كلها قائمة على الحقوق والواجبات، عن معاذ بن جبل رضي الله عنه كنتُ رَدِيفَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم على حمارٍ، فقال لي: يا مُعاذُ، أتدري ما حَقُّ اللهِ على العِبادِ، وما حَقُّ العِبادِ على اللهِ؟ قُلتُ: اللهُ ورَسولُه أعلَمُ، قال: حَقُّ اللهِ على العِبادِ أن يَعبُدوه ولا يُشرِكوا به شَيئًا، وحَقُّ العِبادِ على اللهِ ألَّا يُعَذِّبَ مَن لا يُشرِكُ به شيئًا
15- هل تدليل الرجل بنته من أسباب الطلاق؟
لا يكرمهن إلا كريم وكل بنت بأبيها معجبة، فالبنات رحمة وزينة وسكينة
16- من المسؤول الأول في وقوع الطلاق؟
الرجل سواء كان زوجاً أوأباً أو أخاً أو عماً أو خالاً أو والد الزوجة أو أخو الزوجة أوعمها أو خالها بحسب الحال، لأن الطلاق بيد الرجل والتزويج بيد الرجل، أين الرجال الذين حضروا من أعمام وأخوال؟!!! أين هم عند وقوع المشكلة؟ لماذا النساء يذهبن إلى المحاكم؟! هل عجز الرجال عن أخذ حق النساء؟!!! هل جاء الزوج لوحده عند الخطبة؟!! ألم يأتي برجال معه أين هم؟!! { لا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ ۚ وَمَن يَفْعَلْ ذَٰلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا}
17- في الطلاق تعرف عقل الرجال وديانة النساء.
18- بعد الطلاق تحصل الانتماءات هذا ولدنا وهذه بنتنا، لكن نقول لوالد الزوج أليست زوجة ولدك بنتك فهي من أنجبت لكم الأبناء الذين يحملون اسمكم فالواجب عليكم أنتم من يأخذ حقها، ونقول لأهل الزوجة لا تقفوا مع ابنتكم قفوا مع الزوج، وكذلك نقول لأهل الزوج قفوا مع زوجة ابنكم فإذا كان الوقوف بهذا الشكل العكسي عندها يحصل الصلح .
19- لا ترموا أخطائكم على المحاكم والقضاة، فهم جهات فض نزاع والقضاء موجود في كل زمان ومكان ولكن أين أنتم من حلها في مجالسكم؟!
20- أيها الزوج شورك اليوم عندك وغداً سيكون شورك عند غيرك.
21- الانسان إذا نُصح انتصح فأين الناصح الحكيم؟!
22- الرجال أكثر صبراً وقدرة على ضبط أمور بيتهم، وإن لم يكن كذلك فلماذا وضعت العصمة في يدي الرجل.
23- ما هي أضرار الطلاق؟
أ- خساره ما عند الله إن كنت ظالماً أو هي كانت ظالمة.
ب- الخسارة الكبرى على المرأة إن كان الرجل غير ظالم، فالطلاق بالنسبة له انطلاق لحياة جديدة.
ت- اذا كانت الزوجة مظلومة شرعاً سيؤتيها الله من فضله .
ث- الضرر الثاني عدم قدره الرجل على الجلوس مع أبنائه وتوجيههم والاستمتاع بهم في جلسة عائليه ودية ، فلن تكون حياة الرجل مستقرة خاصة والابناء بعيدين عنه .
ج- خسارة الأبناء لراحتهم النفسية خاصة الإناث.
24- لا يوجد إمرأة عندها زوج كفرعون ،كيف استطاعت آسيا العيش معه، لا يوجد إمرأة لا تستطيع أن تؤثر على زوجها إلا اذا كانت لا تملك مهارات ومقومات التاثير أو أن الأصوات المحرضة أقوى من دورها في بيتها.
25- كيف يكون الطلاق ناجحاً؟
أ- الايمان بالقضاء والقدر
ب- التعاون على تربية الأبناء ﴿ وَتَعَاوَنُواْ عَلَى ٱلۡبِرِّ وَٱلتَّقۡوَىٰۖ وَلَا تَعَاوَنُواْ عَلَى ٱلۡإِثۡمِ وَٱلۡعُدۡوَٰنِۚ﴾ [المائدة: 2]
ت- الإحسان أمر مطلوب من الله ﴿إِنَّ ٱللَّهَ يَأۡمُرُ بِٱلۡعَدۡلِ وَٱلۡإِحۡسَٰنِ ﴾ [النحل: 90] فإذا ماتت الأم وتكفلت خالتهم بهم ألا يحسن إليها؟!! وإذا مات الأب وتكفل بهم عمهم الا تحسن إليه؟ّ!! فالأولى بالأحسان الأب و الأم.
26- أكثر المعاناة عند الرجال المعاناة المادية (مالية) وهم مأجورون على ذلك، إفرح بالأجر الذي يأتيك، وقد تكون النفقة الزوجية أكثر من نفقة الطلاق، وإن كنت مظلوماً فانتظر نصر الله.
27- كيف يضبط المرء حظوظ نفسه؟
أ- بتعلم آداب الطلاق من خلال آيات الطلاق
ب- تقوى الله فقد تكررت في سورة الطلاق في خمسة مواضع
ت- ﴿وَلَا تَنسَوُاْ ٱلۡفَضۡلَ بَيۡنَكُمۡۚ﴾ [البقرة: 237] جاءت بصيغه الجمع فشملت الزوجين وأهلهم
ث- الإجسان بعد الطلاق ﴿فَإِمۡسَاكُۢ بِمَعۡرُوفٍ أَوۡ تَسۡرِيحُۢ بِإِحۡسَٰنٖۗ ﴾ [البقرة: 229]
ج- ضبط حظ النفس وربطها بالايمان واليوم الاخر ﴿وَلَا يَحِلُّ لَهُنَّ أَن يَكۡتُمۡنَ مَا خَلَقَ ٱللَّهُ فِيٓ أَرۡحَامِهِنَّ إِن كُنَّ يُؤۡمِنَّ بِٱللَّهِ وَٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِۚ ﴾ [البقرة: 228]
28- من قواعد الراحة في الحياة:
توسعة الحرية الشرعية والقدرية فهي التي جرت إلى المحكمةبإرادتها وهذا أمر مقدر
البحث عن البواعث والأسباب وربما تريد الزوجة أن ترى قدرها عند زوجها
الابداع في كيف تحول العدو لحبيب .
﴿وَبُعُولَتُهُنَّ أَحَقُّ بِرَدِّهِنَّ فِي ذَٰلِكَ إِنۡ أَرَادُوٓاْ إِصۡلَٰحٗاۚ﴾ [البقرة: 228] كثرة المشاكل دليل على كثرة الحب فقد يرجع الطليقان بعد فراق دام لسنوات.
﴿وَإِن يَتَفَرَّقَا يُغۡنِ ٱللَّهُ كُلّٗا مِّن سَعَتِهِۦۚ﴾ [النساء: 130] تزوجوا بعد الطلاق الحياة لا تتوقف هذا الكلام للرجل والمرأه العيال سيكبرون ويتزوجون ويذهبون فمن سيبقى لك إلا زوجك.
كتبـــــه/ أبوسالم
ماجد بالليث الهمامي
يوم الجمعة 7/ صفر /1447
الموافق 1/ أغسطس / 2025
No Comments