* الله يحفظك أنت وذريتك وزوجاتك ويصلحك بما ينفعك، ومن يبحث العدل في لسان النسوان والرضى والمدح فلا يعدد، لآنه لن يحصل على ذلك، فرسول الله صلى الله عليه وسلم قيل له (اعدل) من بعض زوجاته ولم يعلق بذلك أبدًا، بل استعانوا بابنته فاطمة فجاءت لرسول الله وقالت: “إن نساءك يسألنك العدل في ابنة أبي قحافة” وأبو قحافة هو جد عائشة واسمه عثمان والد أبي بكر الصديق “عبدالله” فعائشة هي بنت عبدالله (أبي بكر) بن عثمان (أبي قحافة)، ولم يعلق رسول الله بكلام ابنته فاطمة، فأنت ويش تطلع، فمن يبحث الإنصاف والمدح من زوجاته فلا عقل له ولا يصلح للتعدد.
* وقاعدة عندي: لن تجد زوجة واحدة تقدر أن تعرف ماذا تريد أو تستطيع ارضائها، فكيف من عنده زوجات، فهذا كالذي يتوقع إسلام الشيطان هل يمكن ذلك؟ لا
* يا أخي المعيار الوحيد في العدل هو أن نعرف ما هو العدل؟ ومعرفة بيان الله له وتطبيق رسول الله في ذلك فقط لا كلام الناس ولا كلام الحريم؟
* فالعدل كما بينه رسول الله صلى الله عليه وسلم من حديث سلمان: “إعطاء كل ذي حق حقه”، وليس المساواة وتفسير العدل بالمساواة هو عند الغرب لا عند العرب والمسلمين، وهذا غير ممكن، فلا يصح تعريف العدل بالمساواة، ولن تستطيع أن تعدل بهذا التعريف بين ابنائك ولا بين بناتك ولا بين اخواتك ولا بين إخوانك، فكيف بين زوجاتك
* وقد بين الله حقيقة لا يمكن تغييرها سواء بين النساء الزوجات وبين بقية البشر فيما أظنه وهو قوله تعالى: ﴿وَلَن تَسۡتَطِيعُوٓاْ أَن تَعۡدِلُواْ بَيۡنَ ٱلنِّسَآءِ وَلَوۡ حَرَصۡتُمۡۖ فَلَا تَمِيلُواْ كُلَّ ٱلۡمَيۡلِ فَتَذَرُوهَا كَٱلۡمُعَلَّقَةِۚ وَإِن تُصۡلِحُواْ وَتَتَّقُواْ فَإِنَّ ٱللَّهَ كَانَ غَفُورٗا رَّحِيمٗا ١٢٩﴾ سورة النساء، وهذا بيان من الخالق أن الرجل لن يستطيع ذلك (العدل بين الزوجات) والسبب الرئيس بذلك لاختلاف قدرات ومواهب وقوة العرض والاغراء والحضور والتبعل بين النساء وتفاوت في الحس الأنثوي والجاذبية، وكذلك الطبع والتودد ومستوى التوافق العاطفي أو النفسي أو العقلي أو التديني بين الزوج وإحدى زوجاته،
* فلذلك لو تدبرت الآية وطبقتها بنفسك ستعلم ذلك، هل أنت تعدل أم لا؟
* خلينا نجزأ الآية جزء جزء ﴿وَلَن تَسۡتَطِيعُوٓاْ أَن تَعۡدِلُواْ بَيۡنَ ٱلنِّسَآءِ﴾ هذه حقيقة خلقية غير قابلة للنقاش وقصور بشري وعجز وضعف سواء عدد ولا لم يعدد، ﴿وَلَوۡ حَرَصۡتُمۡۖ﴾ أي بالرغم من شدة الحرص والاجتهاد لن تستطيع العدل لأنك إنسان ضعيف ناقص، والحرص مطلوب منك وهو كمال لذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “احرص ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز” رواه مسلم
* طيب إذا كانت هذه حقيقة وقاعدة ربانية ﴿وَلَن تَسۡتَطِيعُوٓاْ أَن تَعۡدِلُواْ بَيۡنَ ٱلنِّسَآءِ وَلَوۡ حَرَصۡتُمۡۖ﴾ فما العمل يا خالقنا وأنت قدرت وشرعت التعدد وما هو الحل لذلك؟ الحلول كلها بالآية ﴿فَلَا تَمِيلُواْ كُلَّ ٱلۡمَيۡلِ فَتَذَرُوهَا كَٱلۡمُعَلَّقَةِۚ وَإِن تُصۡلِحُواْ وَتَتَّقُواْ فَإِنَّ ٱللَّهَ كَانَ غَفُورٗا رَّحِيمٗا ١٢٩﴾
* ﴿فَلَا تَمِيلُواْ﴾ تميلوا فعل مضارع يدل على الدوام ولاستقرار والاستمرار أي لا تداوم ولا تستمر ولا تستقر على الميل لواحدة دون أخرى فهل أنت كذلك؟
قال: لا
* ﴿كُلَّ ٱلۡمَيۡلِ﴾ جميع وشمول الميل لواحدة دون أخرى فهل أنت كذلك؟
قال: لا والله
* ﴿فَتَذَرُوهَا كَٱلۡمُعَلَّقَةِۚ﴾ فتتركها باستمرار كالمعلقة لا هي متزوجة ولا هي مطلقة هل هذا فعلك مع واحدة من زوجاتك دون الأخرى؟
قال: لا والله
* ﴿وَإِن تُصۡلِحُواْ وَتَتَّقُواْ﴾ أي وإن تحرصوا باستمرار على صلاحكم وصلاح زوجاتكم دينيا وزوجيا وتعامليا وغرس نفسك ونفوسهنّ بتقوى الله ومرضاته والخوف منه ومن عذاب القبر والنار، فهل أنت تعتني بذلك؟
قال: نعم والله بدرجة كبيرة حسب طاقتي لكن لما تسمع كلامهنّ يأتيك إحباط ويأس
* النتيجة من قام بالخطوات السابقة في مسك ختام الآية، وهو أن الله يغفر لك ويرحمك إن قمت ما أرشدك به من العدل الذي شرَّعه الله وقدره وكتبه عليك ﴿وَلَن تَسۡتَطِيعُوٓاْ أَن تَعۡدِلُواْ بَيۡنَ ٱلنِّسَآءِ وَلَوۡ حَرَصۡتُمۡۖ فَلَا تَمِيلُواْ كُلَّ ٱلۡمَيۡلِ فَتَذَرُوهَا كَٱلۡمُعَلَّقَةِۚ وَإِن تُصۡلِحُواْ وَتَتَّقُواْ فَإِنَّ ٱللَّهَ كَانَ غَفُورٗا رَّحِيمٗا ١٢٩﴾
قال: جزاك الله خير صح، أعرف الآية وأرددها لكن ما فكرت بها بهذه الصورة
* وثانيا عليك النظر وقراءة سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم مع زوجاته، فأعظم حكمة من كثرة زوجات رسول الله صلى الله عليه وسلم هو إظهار الله لنا كمال حسن أخلاقه وجمال علو محاسن تعامله، فالواحد منا بصعوبة يتحمل زوجة واحدة وهو محتاج لها بنفس الوقت، فكيف برسول الله الذي يحسن أخلاقه مع زوجاته ويصبر عليهنّ وينبسط لهن فهذه فلا كلل ولا ملل ولا تسخط فسبحان الله الذي رباه واصطفاه
* واترك عنك كلام الناس وتجاربهم، فلا تكن حقل تجارب لما يقوله الآخرون
* أيش رأيك تخصيص أيام معينة هنا وهنا؟
* إذا انت راض وكل امرأة راضية (ولن يكون)، ويش دخل القاضي، أنت اعرف ما يتناسب حسب ظروفك وعملك، لكن من هدي رسول الله أنه إذا صلى العصر مر وجلس زمن على كل واحدة من نسائه وتكون التي ليلتها آخرهن ثم يجلس عندها فإذا عندك عيال مر على الجميع كل يوم ولا تنقطع من رؤية عيالك ولو دقائق كل يوم.
قال: ما يرضون زيارة البيت الثاني في يوم هذه؟
* هل أنت مطلوب منك ومأمور من الله ورسوله ببر والديك أم مطلوب منك مراضاتهم؟
قال: الاثنين
* قلت: هل البر المتعلق بك أم بالوالدين يعني من يصدر البر؟
قال: متعلق بي وصادر مني
* هل الرضا متعلق بك أم يصدر من الوالدين؟
قال: من الوالدين
* فهل الشرع علقك بما هو مقدروك أم بمقدور الآخرين؟
قال: بما هو بمقدوري؟
* ما هو الذي بمقدورك وطاقتك البر أم ارضاء الوالدين؟
قال: البر
* طيب أعيد السؤول مرة أخرى هل الواجب عليك هو برك لوالديك أم رضاهم؟ ولماذا؟
قال: بر الوالدين، لآن هذا هو الواجب علي وأستطيع القيام به بخلاف الرضا
* إذا فأنت لست مكلف ولا مطالب بمراضاة زوجاتك بل المطلوب العدل والإحسان والقيام بكل ما يبرأك عند الله وما تسلم به يوم القيامة حسب استطاعتك، عليك أنت ترضي ربك فهو الواحد العادل، وأهتم بعيالك فهم ذريتك، والتي ترضى منهن فاحمد الله والتي لا ترضى فلا جديد.
قال: الوقت ضيق وقليل
* ما أحد قال لك عدد، والحمد لله أنت مشغول بالطاعات والزوجات والعيال، إن شاء الله يبارك الله لك في وقتك، ورتب أمورك، فهذا أحسن من أعزب بطالي أو متزوج واحدة ويغازل ويلحق الحريم، ترى نحن بزمن الشغل والانشغال نعمة والفراغ نقمة وانحراف وانجراف وانخراف بالنت أو بسفاسف،
* فإما أن تكون مشغول بالعلم النافع والعمل الصالح، أو مشغول بالمال الصالح والتجارة الرابحة، أو بالتعدد والانجاب للبشرية، أو أن تموت.