مقدمة مادة (عبقرية أنثى)► المقالات

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع غيرك لتعم الفائدة

الحمد لله البديع، والصلاة والسلام على نبيه ذو المقام الرفيع، وآله وصحبه عباقرة الصنيع.

وبعد،،،

فإن من جميل بدائع الله وكمال لطف صنيعه على بعض عباده، أن خلقهم وصبغهم بعبقربة فذة، ومهارات عدة، تأخذ الألباب وتكبر اللُباب، والعبقرية أصولها عربية وفصولها نبوية وصف رسول الله ﷺ عمر بن الخطاب بالعبقرية فقال ﷺ: بَيْنا أنا نائِمٌ رَأَيْتُنِي علَى قَلِيبٍ عليها دَلْوٌ، فَنَزَعْتُ مِنْها ما شاءَ اللَّهُ، ثُمَّ أخَذَها ابنُ أبِي قُحافَةَ فَنَزَعَ بها ذَنُوبًا أوْ ذَنُوبَيْنِ، وفي نَزْعِهِ ضَعْفٌ، واللَّهُ يَغْفِرُ له ضَعْفَهُ، ثُمَّ اسْتَحالَتْ غَرْبًا، فأخَذَها ابنُ الخَطَّابِ فَلَمْ أرَ عَبْقَرِيًّا مِنَ النَّاسِ يَنْزِعُ نَزْعَ عُمَرَ، حتَّى ضَرَبَ النَّاسُ بعَطَنٍ” رواه البخاري 3664 ومسلم 2393، [والعَبْقَرِيُّ هو الحاذِق المُتقِنُ لِعَملِه، والمعنى: لمْ أَرَ في النَّاسِ سَيِّدًا عَظيمًا ورجُلًا قَوِيًّا، وإنسانًا حاذِقًا يَعمَلُ عمَلَه ويَقطَعُ قَطْعَه مِثلَ عُمَرَ]، فإن مما يزيد الفهم وينمي العقل ويعلي الفكر ويثقل الكيان بالحكمة النظر في تراجم العظماء وسير العباقرة، وسبر عاداتهم ومآثرهم والحذو بحذوهم والاستنان بسننهم في الحياة كلها، فكما أن [البقاع تؤثر في الطباع]، فالقراءة وادامة النظر لأي أمر تورث المشاكلة والمشابه والركون إليه، فالأرواح جنود مجندة، ما تعارف منها ائتلف، وما تناكر منها اختلف، ومن العبقريات الموهوبة، والتي بئرها سلسبيل، ونهرها يروي الغليل، وماءُها لا يغور وشاربها لا يبور، وواردها يزهر بالخير، ويزخر بالبر، الذكور والإناث؛ سواء بسواء عبقرية سيدتنا صاحبة مادة عبقرية أنثى؛ فهي جامعة لمعاني العبقرية في البشرية، وسابقة لمباني النفعوية للإنسانية، وإذا كانت عبقرية عمر رضي الله عنه ظهرت وكانت بخلافته عشر سنين؛ بتربية وتنشئة رسول الله ﷺ له، فعبقرية صاحبة القصة تجاوزت خمسة عشرة سنة قبل الإسلام، وبعده كانت عشرة سنوات بتربية وتهيئة الله لها، ففاقت الضعف وفوقه نصفه من عبقرية عمر رضي الله عنه في خلافته، فخمسة وعشرين سنة، أي ربع قرن من الزمن؛ اصطنعها الله لأمر جليل ومصاحبة الخليل ، فكانت بالدنيا سابقةً في التأريخ ودخول الجنة وهي حيّة، ويوم القيامة خير المرافقة بسقف الجنة، تحت عرش الرحمن، وخير الجوار وفوقهما ربّها، كما كانت بالدنيا، وهذه وريقات صادقة وصفيحات ناطقة عن عبقريتها، فغدت منارات سامية يهتدى بها، وعلامات نامية يحتذي بها، تُصْعِد الذكور لسُلم مؤهلات العبقرية، وتُسْعِد الإناث لسُلامى تطبيقات العبقرية، فتكون المخرجات والثمرات للجميع لا حد ولا عد بإذن الله وكرمه ولطفه؛ وأجزم بقول الحزم، وفوقه كل العزم، أن تدريس هذه المادة “عبقرية أنثى، مؤهلات- تطبيقات- ثمرات، في محافل المدارس والجامعات، عاقبته المشي بدروب النبوغ، والسعي بسروب البلوغ، ولو أقسمت على ذلك لما حنثت، فهل من مرضع لها لبناته، أو ملقن بها لأولاده، فهي مادة قيّمة بديعة نافعة، تَصْلح للذكور قبل الإناث، وتُصْلِح الإناث قبل الذكور، ولعل القارئ للمادة يرى سرابًا يظنه في الكلام تكرارًا، وهي رحاب تقرير وابتكار، فما تكرر تقرر، وطريقة قصص القرآن، التكرار بالقصة الواحدة كقصة نبي الله موسى ﷺ بفوائد مفرقة، في مواضع متفرقة، كل فِرْقٍ مكمل ومجمل للآخر، وهذا كثير في النَّظْم القُرآني، وكذا في النطق الوحي النبوي، وقد كان من هديه ﷺ يعيد الكلمة ثلاثًا لتعقل عنه” رواه الترمذي 3640 وأصله بالبخاري 95، واستغفر الله وأتوب إليه من الزلل أو الخلل أو التقصير أو شطط وتقتير في القلم والبيان

وباختصار هذه المادة موجهة لكل:

– مَنْ يريد معرفة مقومات ومؤهلات العبقرية في كل مجال.

– مَنْ يرغب الاستفادة بكيفية تطبيق العبقرية في حياته.

– مَنْ يرجو نيل عاقبة وثمرات العبقرية بالدارين في ميادينه.

– مَنْ يحرص على بناته بكونهنّ شخصيات قوية ونفسيات موثوقة ومؤثرة ناجحات في الميادين المناط بهم.

– مَنْ يسعى لاستقرار البلاد والعباد والأوطان والأبدان من خلال النواة الأولى للأسرة (الأنثى)، فبمثل مَنْهج عبقرية أنثى، تملأ البَهْجة مُهَج المدينة.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع غيرك لتعم الفائدة

No Comments

Post A Comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.


نوصيك بقراءة
إنما الأعمال بالخواتيم، وخير الأمور مسك ختامها، من خلال تلاوة القرآنية للمصحف في شهر رمضان…