– هل لديكم منه عيال؟

قالت: نعم بنتان وولد، 9 سنوات، 6 سنوات، والولد 3 سنوات

– ماهو مستواكم الدراسي؟

قالت: هو جامعي وأنا ماجستير ومتفوقة بكل شيء.

– هنا الخلل، فكلما زاد مستوى التعليم الجامعي وحصول الشهادات مع ضعف المهارات العملية للحياة كلما كان الجهل بسبل العيش الاجتماعي، وإذا زاد مع ذلك ضعف العقل من أحد الطرفين أو كلاهما معًا زادت التعاسة في الحياة الزوجية

– هل الزوج يشرب أو يتعاطى أو يعاقر النساء؟

قالت: لا يشرب خمر ولا يتعاطى، أما النساء فلا أعرف عنه يمكن!

– هل سبل العيشة من السكن والنفقة على البيت من مأكل ومشرب والبيت والعيال مقصر ولا وافي؟

هذه واجبات عليه لا بد أن يفعلها، ولا كيف نعيش؟ و ليش فاتح البيت وجايب العيال إذا ما ينفق عليهم؟ ولكن لا يعطيني مصروف خاص لي

– هل زوجك أشر وألعن وأقسى وأظلم وأكثر مرضًا نفسيًا من فرعون؟

قالت: لا

– طيب فكيف استطاعت آسية بنت مزاحم أن تعيش معه وتأثر فيه لكي لا يقتل موسى عليه الصلاة والسلام

قالت: صح كلامك ما فكرت بذلك

– من قال لك أنك سترتاحين بعد الطلاق؟ من المحتمل أنك قد تشقين ولا ترتاحين أبدًا أو ترتاحين راحة منقوصة، عندي يقينًا، خاصة مع وجود العيال بأن الرجل في الطلاق لا يخسر أبدا إذا كان عاقلًا ويعرف كيف يتصرف.

– أريد أجوبة سريعة جدا لما أسألك عنه مَنْ أيهما أقوى، الرجل أم المرأة ؟

قالت: الرجل أكيد غريب سؤالك

– أيهما أقوى الماء ولا الحصى ؟

قالت: الحصى أقوى أكيد

– قلت: ما شاء الله وعندك ماجستير، الشلالات ما هي وأين تقع؟

قالت: هي مياه أنهار بمكان مرتفع في الجبال

– قلت: مَن يؤثر بالآخر الماء يوثر في الصخر ويفتته أم الحجر يؤثر في الماء؟

قالت: الماء يؤثر، و احس الماء أقوى لأنه يفتت الحصى

– صحيح وجميل

– قلت: مَن يحمل صفات الماء من النعومة والليونة وتشكل وسلاسة وسهولة والتماسك؟ ومن يشبه الحجر من الصلابة والقسوة والشدة والعناد ؟

قالت: الماء مثل المرأة والحجر كالرجل

– فإذا كان الماء أقوى من الحجر ، والمرأة كالماء والرجل كالحجر فمن أقوى المرأة أم الرجل ؟

قالت: أكيد المرأة، سبحان الله ما بفكر بهذه الطريقة

– قلت: ليش غيرت رأيك السابق، هل قوتها بالعضلات والصراخ والتحدي؟

قالت: لا ،

– قلت: قوتها في ذكائها في مهارتها وقدرتها على الصبر الجميل والكيد النبيل والأنوثة الفتانة وخضوعها الفتاك التي تُخضع أنوف الجبابرة من الذكور وتزيل عقل حزوم الرجال وعزوم الشداد، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” مارأيتُ من ناقصاتِ أذهبَ للبِّ الرجلِ الحازمِ من إحداكُنَّ يا معشرَ النساءِ” وإلا كيف استطاعت ان تعيش آسية مع جبار الجبابرة وتؤثر فيه إيجابياً بخصوص حياة موسى عليه الصلاة والسلام

– وكلا الحجارة والماء، نبني بها المساكن والقصور والمساجد والحدائق وكل شيء بالكون، وبهما نبني درجات لمدراج السعادة الزوجية، لو كل واحد فهم نفسه وقدرته وكيفية استثمار ذلك، فلا غنى للماء من الحجارة ولا الحجارة من الماء، لكن بمعرفة كيف نستفيد ونستثمر كل واحد الآخر.

– هل سألتك ويش معنى الأنثى ولماذا سميت المرأة بذلك؟

– قالت: لا

– قلت: الأنثى من (الثناء والمدح) وجميل الكلام وعبير التعبير وحسن الحديث وسحر البيان، فبهذا هي تأسر وبذلك تؤسر أيضاً،

– ومعناها أيضاً (الانثاء والعطف واللف والالتواء والطي واللين) فعليك التعامل من خلال هذه المعاني

– وهذه المعاني مغروزة في قلب كل أنثى، ألا توافقين معي أن بناتك يتعاملنّ مع زوجك والدهم بهذه الطريقة وهو متعلق بهنّ وإذا رفض لك شيء ترسلين له بناته و يلتصقون به بإلحاح بلطف حتى يتعب منهن ويوافق ولو ما كان موافق؟

قالت: نعم بالفعل هذا الذي يحصل

– تعلمي من بناتك فليس هناك معلم أعظم لك وأنفع لك من بناتك وعلى الرجل التعلم من ولده في كيفية تأثيره بأمه

– قوة المرأة بضعفها، فكلما كنت أضعف أنثويًا كلما كنت أقوى تأثيرًا، ومن قال لك غير ذلك فاسأليه لماذا صانعوا الجواسيس يستخدمون النسوة في ذلك، ولماذا يوسف عليه الصلاة السلام وهو الشاب القوي فزع وهرع إلى ربه فهو لا يستطيع بنفسه، وأختار حبس النفس والبدن وتقيد الحرية من قوة جاذبيتهنّ وخضوعهنّ ﴿قَالَ رَبِّ ٱلسِّجۡنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدۡعُونَنِيٓ إِلَيۡهِۖ وَإِلَّا تَصۡرِفۡ عَنِّي كَيۡدَهُنَّ أَصۡبُ إِلَيۡهِنَّ وَأَكُن مِّنَ ٱلۡجَٰهِلِينَ ٣٣﴾ فاهتمي بمصادر قوتك وكيفية استثمارها، ورتبي أوراقك وراجعي فكرك والمعلومات التي في ذهنك.

– والطلاق مب عندي راجعي المحكمة ارفعي فيها قضية واللي يروح عند القاضي يرجع راضي.

– وسلمي عليه إذا طلقك وقولي له عبدالقادر عجال يقول لك (تزوج وعش حياتك، خلي شبابك يفرح فيك، الجديد حبه شديد وجرب ولربك اقترب) وأبشرك أبرك ساعة له فهو يتزوج غيرك ويجيب عيال ، وحالك كقوله تعالى: ﴿هَلۡ أَتَىٰ عَلَى ٱلۡإِنسَٰنِ حِينٞ مِّنَ ٱلدَّهۡرِ لَمۡ يَكُن شَيۡئًا مَّذۡكُورًا ١﴾

– قالت: (هههه) أنت ظالم وأشد من زوجي أعوذ بالله منك

– قلت: صدقت، مَنْ دق الباب انتظر الجواب، ومَنْ أتصل بالهاتف أكرمته بحزم السوالف، والله يسعدك ويصلح بينكم