
ناموس الاستشارة
أخي المستشار، إن المفسدون، خاصة شهر يونيو بصورة مكثفة وبأي طريقة، يريدون الدعاية والنشر للشاذين والمثليين من خلال الرسوم والأفلام وغير ذلك، وإظهارهم كأنهم قدوة للجيل الجديد، فكيف أتعامل لمواجهة ذلك، خاصة أن عندي إخوان صغار في الابتدائية وأخوات، والوضع خطير جدا، فكيف العمل ونحن نسمع يوميا شرورهم؟
* ما شاء الله عليك، على قولة العراقيين “عافية عليك”، أشكرك على اهتمامك وحرصك على إخوانك، فنِعم الأخ والشاب أنت، والله يحفظك كما تحفظ إخوانك وأخلاقهم وسلامة فطرتهم.
* ولكن هون عليك ما كان الرفق في شيء إلا زانه، فالوضع لا هو خطير ولا فطير، فهون عليك، ولا تتحمس ولا تنفعل ولا تغضب ولا تحرق أعصابك بأسلوبك هذا، والرد عليهم بهذه الصورة أنت تساهم في نشرهم والتشهير بهم مما قد يسهل الأمر في نفوس العيال والمراهقين، وعلاج الموضوع مهم جدا وبسيط جدا بصورة فعالة جدا جدا.
من باب الفائدة أقول:
* أولاً الشذوذ هو الخروج عن المألوف أو السائد ومخالفة الجماعة كما في الحديث، “لا تجتمع أمة محمد على ضلالة، ويد الله على الجماعة ومن شذّ شذّ في النار”
* ثانيًا بخصوص استشارتك، فمن الوقاية وقبل العلاج علينا التحذير والبيان من هذا الموضوع، فعليك بالخطوات التالية في كل مناسبة:
* مَنْ كان قبل البلوغ من العيال عليك أن تبين لهم من خلال تعريف الفروق الفطرية وتعزيز ذلك من خلال اللباس والأشكال والتشبه والألوان لعدم وجود الشهوة أو لعدم إدراكهم عواقب أفعال الشذوذ.
* أجعل قصة نبي الله لوط عليه الصلاة والسلام المحور المركزي لكلامك سواء وقائيًا أو علاجيًا من خلال كلام الله القرآن الكريم وذكر مَن هو نبيً الله لوط عليه الصلاة والسلام. وتوضيح ما هي قرابته وعلاقته مع خليل الرحمن وأبو الأنبياء إبراهيم عليه الصلاة والسلام. وكيف الله أرسله إلى القرية التي كانت مشركة بالله أولاً. وثانيا توضيح أن ممارس الشذوذ إتيان وفجور الذكور بالذكور، بدل النساء من الزوجات، وسرد ما يترتب عليه من الفساد في نسائهم وأبنائهم وغير ذلك، وكيف أن نبي الله لوط عليه الصلاة والسلام كان يدعوهم بالعلم والحكمة والهدوء والتكرار والصبر والتحمل، ودعوتهم إلى تقوى الله وعبادته وإيمانه وتوحيده ثم ترك الفاحشة التي لم يسبقهم إليها أحد، وهذا من خلال الآيات وقصصهم المذكورة بالقرآن كما في سورة النمل وسورة الأعراف وسورة العنكبوت وسورة الأنبياء وسورة القمر وسورة التحريم وسورة الصافات وسورة الشعراء.
* التركيز على بيان صفاتهم وأوصاف قوم لوط عند تعاطيهم لهذه المعصية (الشذوذ) التي ذكرها الله فيهم من القرآن الكريم، والتحذير منها، مثل وصفهم بأنهم قوم مسرفون، فاسقون، وجاهلون، وليس فيهم رجل رشيد، يأتون المنكر في ناديهم، الحرص على الفضيحة، يأتون الفاحشة وهم يبصرون، السُكر والعمى، فاحشتهم لم يسبقهم إليها أحد.
* التخويف والتضخيم والتصوير الفكري والبيان المستمر والتبيان المستقر، بكيف أهلكهم الله وعاقبهم بسبب هذه الفاحشة، وتكذيبهم لرسول الله، وكفرهم وشركهم، ﴿فَلَمَّا جَآءَ أَمۡرُنَا جَعَلۡنَا عَٰلِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمۡطَرۡنَا عَلَيۡهَا حِجَارَةٗ مِّن سِجِّيلٖ مَّنضُودٖ ٨٢ مُّسَوَّمَةً عِندَ رَبِّكَۖ وَمَا هِيَ مِنَ ٱلظَّٰلِمِينَ بِبَعِيدٖ ٨٣﴾، ﴿فَجَعَلۡنَا عَٰلِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمۡطَرۡنَا عَلَيۡهِمۡ حِجَارَةٗ مِّن سِجِّيلٍ ٧٤﴾، ﴿كَذَّبَتۡ قَوۡمُ لُوطِۢ بِٱلنُّذُرِ ٣٣ إِنَّآ أَرۡسَلۡنَا عَلَيۡهِمۡ حَاصِبًا إِلَّآ ءَالَ لُوطٖۖ نَّجَّيۡنَٰهُم بِسَحَرٖ ٣٤﴾، وأن هذه عقوبة كل من مشي بفعلتهم عاجلاً أم آجلاً.
* التوجيه بخطورة انتكاسة الفطرة وتغير الأمور بسبب الانغماس في الذنوب والمعاصي والتشبع بالذنوب وتمكنها من القلوب بكثرة النظر لها أو ممارستها أو الرضا بها أو الجلوس مع من يقترفها، وجعل الباطل حق، وجعل المعاصي فخر، وجعل العفة ذم وتخلف، كما فعل قوم لوط فقالوا: ﴿قَالُواْ لَئِن لَّمۡ تَنتَهِ يَٰلُوطُ لَتَكُونَنَّ مِنَ ٱلۡمُخۡرَجِينَ ١٦٧﴾، ﴿فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوۡمِهِۦٓ إِلَّآ أَن قَالُوٓاْ أَخۡرِجُوٓاْ ءَالَ لُوطٖ مِّن قَرۡيَتِكُمۡۖ إِنَّهُمۡ أُنَاسٞ يَتَطَهَّرُونَ ٥٦﴾
* بيان الأسباب الأولية المؤدية إلى الشذوذ، وبيان خطوة وضرر التشبه من كل جنس بالجنس الآخر، فتعلم إخوانك حكم التشبه بالبنات بأي صفة كانت مما في خصوصيتهم، وتبين لأخواتك كذلك، فعن عبدالله بن العباس قال: لعن الله رسول الله المتشبهين من الرجال بالنساء والمتشبهات من النساء بالرجال” رواه البخاري
* وهذا الموضوع مهم جدا، فأنا لا أتساهل مع عيالي، حتى من كان عمره (3) سنوات من أولادي، لا أسمح له أن يلمس أو يلبس ولو النعال ما كان لأخواته أو لأمه، وأبالغ بذلك حتى ينقذف في قلبه أن هذا معيب وأن الله ورسوله لا يحبان ذلك، وأن هذا بعيد عن طريق الجنة وأهل الجنة.
* المحاورة والنقاش العقلي والوجداني حول خطورة ذلك الشذوذ على المجتمع والأخلاق والدين.
* الستر وقلة الكلام عن الموضوع إلا بمناسبة، وتخويفهم مما يتلفظ به أو يحكي عنه، فهذا من الشر الذي يُستر ولا يُنشر، وأن تبينه كما بينه الله ورسوله فقط بلا تهويل ولا تضخيم.
* إخبارهم أولا عن رحمة رسول الله للناس جميعًا والحيوانات وأن الله أرسله رحمة للعالمين، ومع ذلك كيف كان هو يتعامل مع هذا الصنف، فعن ابن عباس أنه قال: لعن النبي صلى الله عليه وسلم المخنثين من الرجال والمترجلات من النساء، وقال صلى الله عليه وسلم: أخرجوهم من بيوتكم وأخرج فلانًا وأخرج عمر فلانًا ” رواه البخاري
* فالواجب نصحهم بالرفق عليهم والرحمة بهم كما كان نبي الله لوط يفعل ذلك، ثم الابتعاد عنهم وعدم مخالطتهم، وفي نفس الوقت الحذر من الظلم والتعدي والسب لهم أو الاستهزاء أو الشماتة.
* أن تحمد الله على العافية، والدعاء لفتح باب التوبة لمن وقع بهذا، فالله يقول لهم ﴿قُلۡ يَٰعِبَادِيَ ٱلَّذِينَ أَسۡرَفُواْ عَلَىٰٓ أَنفُسِهِمۡ لَا تَقۡنَطُواْ مِن رَّحۡمَةِ ٱللَّهِۚ إِنَّ ٱللَّهَ يَغۡفِرُ ٱلذُّنُوبَ جَمِيعًاۚ إِنَّهُۥ هُوَ ٱلۡغَفُورُ ٱلرَّحِيمُ ٥٣ وَأَنِيبُوٓاْ إِلَىٰ رَبِّكُمۡ وَأَسۡلِمُواْ لَهُۥ مِن قَبۡلِ أَن يَأۡتِيَكُمُ ٱلۡعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ ٥٤﴾
* الحزم والعزم والشدة المحمودة في تنشئة الذكور، فالشدة على الحق محمومة كما كانت طبيعة الصحابي العظيم عمر بن الخطاب، فقد كان الشيطان يفر منه لشدته بالحق، فالذكور لا بد لهم من دورة مثل العسكرية ونفخ الرجولة في نفوسهم وشهامة الدين في تصرفاتهم والنخوة وخشونة العروبة في دمائهم والعزة في أخلاقهم. من جميل القصص أن الصحابي الجليل ابن عمة رسول الله الزبير بن العوام كان يصطحب ابنه عبدالله للمعركة وهو ابن عشر سنين ويجعل عليه حارس، وكان الصحابي أبو موسى الأشعري في معركة فهرب عنه رجل من المشركين فركض خلفه وهو يقول له: ألا تستحي؟ ألست عربيًا؟ ألا تثبت؟ فرجع فاقتتلنا بالسيف فقتلته، فمنذ طفولة الذكر يجب أن يُعامل معاملة الرجال سواء في مخاطبته أو طريقة سلامه وطريقة مناداته وتفخيمه وتوجيهه لكل مآثر الرجال ومناقب الفرسان.
* من المشاريع الناجحة جدا ولله الحمد الخدمة الوطنية التي تفرض على الشباب بعد الثانوية، فهي تعزز الرجولة وتقوي العزيمة وهكذا كانت تنشأ العرب قبل الإسلام وبعدها فتيانها، فالذي قتل أبو جهل رأس الكفر بقريش يوم بدر ليس رسول الله ولا أبو بكر ولا عمر ولا علي ولا فرسان الأنصار وفحول رجالهم بل أصغر جند المسلمين وأحد المراهقين دون 15 سنة معاذ ومعوذ، قتلوا مَنْ؟ قتلوا أكبر رأس وأقوى رجل بالجزيرة العربية أبو جهل عمرو بن هشام، ولكي تعلم من هو هذا الرجل وما هي مكانته عليك ان تعلم أن رسول الله قد دعا وسأل الله أن يعز الإسلام به هو أو عمر بن الخطاب.
* وتنشأت البنات بالرحمة والدلع والحنان والنعومة كما قال الله: ﴿أَمِ ٱتَّخَذَ مِمَّا يَخۡلُقُ بَنَاتٖ وَأَصۡفَىٰكُم بِٱلۡبَنِينَ ١٦ وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُم بِمَا ضَرَبَ لِلرَّحۡمَٰنِ مَثَلٗا ظَلَّ وَجۡهُهُۥ مُسۡوَدّٗا وَهُوَ كَظِيمٌ ١٧ أَوَ مَن يُنَشَّؤُاْ فِي ٱلۡحِلۡيَةِ ٱلۡحِلۡيَةِ وَهُوَ فِي ٱلۡخِصَامِ غَيۡرُ مُبِينٖ ١٨﴾
* ربط قدرها من خلال العبودية الأنثوية الجميلة لله تعالى، وغرس الأمومة الجليلة نبع الحياة منذ أول ولادتها كما فعلت أم مريم امرأة عمران فقالت: ﴿فَلَمَّا وَضَعَتۡهَا قَالَتۡ رَبِّ إِنِّي وَضَعۡتُهَآ أُنثَىٰ وَٱللَّهُ أَعۡلَمُ بِمَا وَضَعَتۡ وَلَيۡسَ ٱلذَّكَرُ كَٱلۡأُنثَىٰۖ وَإِنِّي سَمَّيۡتُهَا مَرۡيَمَ وَإِنِّيٓ أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ ٱلشَّيۡطَٰنِ ٱلرَّجِيمِ ٣٦﴾ فانظر كيف تدعوا لذرية ابنتها مع أن ابنتها حديثة الولادة
* التركيز الشديد على عدم تلبيسها بأي نوع من لباس الأولاد ولا التشبه بهم، وتنفيرها من ذلك وإظهاره بصورة قبيحة ومقززة للنفوس بحكمة وذوق.
قال: جزاك الله خير، الحمد الله أني كلمتك، وطريقتك وكلامك مفيد جدا، وقد أزحت عني جبل من التفكير بهذا الموضوع، لكن لله الحمد أنت سهلت لي الأمر بصورة جدا بسيطة.
No Comments