
ناموس الاستشارة
عندي استشارة،
حياتي الزوجية جيدة وعندي أربعة من العيال، لكن زوجي لا يقدرني ولا يشكر ولا يهتم بي ولا يمدح، ويأخذ مني مالي ويجبرني أن أدفع راتبي في البيت وهذا مسبب لي مشاكل معه وسوء تفاهم دائما، وسألت عن فعله وقالوا لي حرام أنه يأخذ مالك ولا يجوز له، ومب عارفة كيف العمل؟
* أي الموضوعين أهم لديك التقدير والشكر والاهتمام العاطفي أم ظلمه لك في راتبك؟
* اختاري واحد فقط للنقاش والاستشارة
قالت: كلهم مهمين ومسببين لي مشاكل نفسية لكن راتبي أهم،
* هههه،، أكيد الراتب أهم ترى النساء يحبون المال أكثر من الرجال، والرجال يعبدون المال أكثر من النساء، لأنهم يرون المال مصدر قوة وهيمنة، وعلى العموم الله يقول عنا جميعًا: {وتحبون المال حبًا جمًا} وقال: {المال والبنون زينة الحياة الدنيا}
* هل الزوج له علاقات محرمة غرامية أو تخافين أنه يتزوج عليك؟
قالت: ما شفت منه شيء وما أدري عنه، أما بخصوص الزواج أنا حسيت منه.
* لا تعيشي بإحساس ولا كلام فاضي، إذا صرح لك شيء قولي ولا تقول لي إحساس، وعلى العموم إذا صرح لك وقال لك أريد مالك أو مال أتزوج عليك، فقولوا له تزوج بفلوسك وحلالك.
* هل الزوج يعمل ولديه مدخول؟
قالت: نعم
* هل الزوج ينفق عليك وعلي البيت منذ زواجكم؟
قالت: نعم
* هل الزوج مقصر معكم في أي شيء؟
قالت: لا
* هل راتبك أكثر أم راتبه؟
قالت: راتبي
* هل يأخذ كل راتبك ولا جزء منه وما مقدار الذي يأخذه؟
قالت: جزء من الراتب
* هل شهريا رصيدك المالي مع استقطاع الزوج منك ورصيد المالي للزوج يزداد أم ينقص؟
قالت: رصيدي يزداد أما الزوج فلا لأنه ينفق راتبه والمبلغ الذي يأخذه مني في البيت.
* هل الزوج مسرف بالمال أو يلعب بماله أو ينفق على أهله؟
قالت: لا أبدا بالعكس جدا مدبر للبيت ومصاريفه.
* هل الذين قالوا لك محرم على زوجك يأخذ منك مالك أخبروك أو سألت عواقب الذي تترتب عليك وعلى عيالك وعلى زوجك لو تفاقم الأمر وكان سبب خلاف وطلاق بينكم هذا الموضوع؟
قالت: لا وما سألتهم
* هل هذا المال الي يأخذه منك الزوج لدعم بيتك وعيالك في ميزان حسناتك أو ميزان حسنات الزوج؟
قالت: ميزان حسناتي لكن يمكن ما آخذ الأجر لأني مب راضي
* سأضرب لك مثال يوضح لك شيء ولا أقصد القياس بالأشخاص فوسعي صدرك وافتحي مخك معي وبعدها أحكمي أنتِ.
* لو فرضنا عندك معاونة يعني عاملة (خادمة)، ومن حسن حظك هذه العاملة جامعية تجيد الإنجليزية بصورة كبيرة وتصلح مدرسة وكان راتبها عندك ألف درهم يدفعها الزوج وأردت الاستثمار مع هذه المعاونة مع إذن الزوج وخصصت غرفة من البيت حولتيها إلى صف دراسي ووضعتي فيها طاولات وسبورة وكل ما يصلح لتدريس حصص تقوية وتدريس الإنجليزي،
ثم فرغتي الخامة يوميا بعد العصر حتى العشاء واجتمع لك بعد الإعلان على الأقل عشرة طلاب في المنطقة وجعلت على كل طفل في الشهر ألف درهم مثلاً،
فكم المبلغ في نهاية الشهر من الحصص؟
قالت: (10) آلاف درهم
* طيب إذا أعطيت للخامة منها ثلاثة آلاف درهم غير ألف درهم راتبها فصار مجموع ما تستلم عنكم (4) آلاف درهم، هذا غير السكن والأكل والعلاجات الطبية، فهل لها حق أن تقول عنك أنك ظالمة ليش تأخذين 7 آلاف درهم وهي تأخذ 3 آلاف درهم؟ وهي التي تدرس وتتعب وأنت لا تدرسين ولا تتعبين ولا تعرفين الإنجليزية ولا عندك الصبر على التدريس فهل كلامها صحيح؟ ولماذا؟
قالت: لا، كلامها غير صحيح، تحمد ربّها، لا توجد خادمة تستلم 4 آلاف درهم والبيت بيتي والمكان مكاني وتجهيزات الغرفة التدريسية من مالي، فليش أكون ظالمة لها؟
* ليس هذا فقط، فالأهم من كل ذلك الوقت الذي سمحتي لها بالتدريس فيه، وهو من وقتك الذي استأجرتيه منها طول الشهر مقابل راتب ألف درهم مع السكن والأكل صح؟
قالت: نعم
* فلو رفضت هي هذا الأمر وتسأل ستجد من يقول لها أن هذا حرام ما تفعله معاك صاحبة البيت، فإذا أغلقت الصف منو الخسران الأكبر؟
قالت: هي، فبدل 4 ألاف درهم ستسلم فقط ألف درهم وتكرف بالبيت طول الوقت.
* المعذرة نفس هذا الأمر هو ينطبق معك ومع زوجك فشرعا تجب النفقة والمسكن والتطبيب والاهتمام بالزوجة والحياة الكريمة قدر استطاعته،
* وبالمقابل وقتها ملك لزوجها وعرضها وخدمتها بالمعروف للزوج وراعية بيت زوجها لا تُقصر ولا تَخرج إلا بإذنه كمال قرر رسول الله على الجميع فقال : “كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته فالإمام راع على الناس وهو مسؤول عن رعيته، والرجل راع على أهله وهو مسؤول، والمرأة راعية على بيت زوجها وهي مسؤولة، والخادم راع على مال سيده وهو مسؤول، فكلكم راع وكلكم مسؤول”
* فلما أذن لك الزوج يوميًا ثماني ساعات أو أكثر خارج المنزل وهذا من وقته مقابل ما شرع الله لك من الحقوق، فله الحق أن يأمرك بوضع جزء من مالك الذي تكسبينه في بيتك وعيالك وإلا يكون كلام الخادمة لك أنك ظالمة صحيح عليك، وعند ذلك يكون الزوج أيضا ظالم لك، أنا لا أقيسك بالخادمة بالتأكيد، وليس هناك عيب فقد تكون الخادمة خير منك عند الله ولكن أقيس الوقت بالوقت والمقابل بالمقابل.
* فاتق الله في مالك ونفسك وفكرك وزوجك وبيتك وعيالك، والمال مال الله جعله لنا عونًا وقوِامًا لكي ننفقه فيما ينفعنا بآخرتنا ونسعد به دنيانا.
* وأنا أعرف من النساء اللواتي فيهنّ الخير والبر من تنفق على عيال زوجها وتهدي وتتصدق على زوجة زوجها بلا طلب منه، وأنت زعلانه وتبحثين من يفتي لك بالحرمة لأن زوجك ينفق مالك على عيالك؟
* أما تعرفين أن النفقة والصدقة على زوجك وعيالك أعظم أجرًا وثوابًا عند الله من جميع الفقراء والمساكين؟
* ترى إذا طلقك الزوج وتهدمت الأسرة ما بتنفعك الفتوى حسب كلامك، والواجب على من يفتي لك في أمورك الزوجية الاستقصاء عن أحوالك وأحوال زوجك.
* إذا الزوجة ما عاونت زوجها تعاون منْ؟ وإذا ما أنفقت على عيالها تنفق على منْ؟ على تجار الماركات والعباءات والمناكير والمساحيق والهدايا بالحفلات والمناسبات وأكثرها هدر وسخافات.
* إذا أنت خائفة من النفقة على البيت والزوج حتى لا يتزوج عليك أو هو يلعب بالمال أو هو بخيل ما ينفق عليكم أو له علاقات محرمة، ففي مجال أسمع لك وأقدم لك استشارة مناسبة وأقول لك كيف تتصرفين، ولكل مقام مقال وبكل حادث حديث.
* أما وضعك فهذا من شر الوسواس الخناس الذي يوسوس في صدور الناس من الجِنّة والناس.
One Comments
هذا المقال يبين
🔹️ الفرق بين القتوى المنقولة والفتوة المفهومة وأن فهم الواقع مهم
والنظر لمقاصد الشريعة
وتقديم المصحلة الجماعية على الفردية
وإظهار الدور الحقيقي للمال
وتصحيح المفاهيم وتربية العقول على توسيع الادراك وعدم الجري خلف الشعارات