
ناموس الاستشارة
متزوجة من أربع سنوات وعندي طفلين، والزوج مهمل وله علاقات محرمة ونقل لي بسبب ذلك أمراض معدية جرثومة لا تنتقل سوى بالاتصال، ومب عارفة ويش أسوي؟ وهو عصبي وكثير الخروج والتغيب عن البيت ولا يريد العلاج ولا ترك العلاقات، وأفكر بالطلاق وما أعرف أيش الحل؟
* كيف عرفت ذلك؟
قالت: هو أقر لي واشوفه محتفظ بذلك في هاتفه
* كم عمرك؟
قالت: 39 سنة
* هل أنت موظفة؟
قالت: لا
* هل اعتمادك على الزوج؟
قالت: نعم
* هل أنت مستغنية عنه؟
قالت: لا، وأحبه وأنا طيبة وعاطفية
* أختي الكريمة، أول شيء لا بد تعرفين أن مشكلتك تكمن بعدة أمور متعلقة بك قبل الزوج:
– منها الضعف الشديد لشخصيتك،
– والخوف المهيمن لنفسيتك،
– والسلبية المؤثرة فيك بسبب تصرفات الزوج
* الأمر الآخر هو قلة مهارات التعامل مع الزوج لكسبه أو مواجهته بالحسنى،
* الأمر الثالث هو عجزك عن التأثير فيه، فلا تعرفين قوتك التأثيرية ولذلك تشعرين بالضعف
* هل تعرفين أيهما أقوى تأثيرًا الرجل أم الزوجة؟
قالت: أكيد الرجل والزوج وحتى المسؤوليات هو يتحملها أكثر
* أيهما أقوى الماء ولا الحجارة؟
قالت: الحجر أقوى بكثير من الماء
* من يؤثر على الآخر ويشقه وينحته الماء أم الحجر؟
قالت: الماء
* لذلك تقع الشلالات في الجبال وتشق المياه شقًا وقال الله تعالى: ﴿ثُمَّ قَسَتۡ قُلُوبُكُم مِّنۢ بَعۡدِ ذَٰلِكَ فَهِيَ كَٱلۡحِجَارَةِ أَوۡ أَشَدُّ قَسۡوَةٗۚ وَإِنَّ مِنَ ٱلۡحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنۡهُ ٱلۡأَنۡهَٰرُۚ وَإِنَّ مِنۡهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخۡرُجُ مِنۡهُ ٱلۡمَآءُ ۚ ٧٤﴾
قالت: سبحان الله، صح كلامك
* من يحمل صفات الماء من الليونة والسلاسة والسهولة والتماسك؟ ومن يشبه الحصى في الصلابة والقسوة؟
قالت: الماء مثل الزوجة، والحجر كالرجل والزوج.
* فإذا كان الماء أقوى من الحصى، وكانت المرأة مثل الماء والزوج كالحجر فمن أقوى منهما؟
قالت: الزوجة
* ماذا تفهمين من حيث القوة التأثيرية من قول رسول الله صلى الله عليه وسلم “ما تركت فتنة أضر على الرجال من النساء” وقوله “ما رأيت من ناقصات أذهب للب الرجل الحازم من إحداكنَ”؟
قالت: الحريم أقوى تأثيرًا من الرجل
* ولذلك أنت تشتكين أن زوجك سرقته وأثرت عليه نسوة، فهل أنت لست من النسوة؟
* خليني أسألك شيء آخر:
– لو رأيت بالشارع شخصين، أحدهما شارد يهرب والآخر يجري خلفه يريد إمساكه فمن يكون الأقوى؟
قالت: الهارب
* فإذا كان أقوى ليش يهرب عنه؟
قالت: صح الهارب أضعف وخائف والطارد أقوى
* مثال ثالث:
– لو كنت بالمحكمة ورأيت خصمين أحدهما يهدد ويتوعد خصمه بالسجن والثاني ساكت ويدعو الله أن ينجيه من هذا الظالم له وما يريد من ضره فمن الأقوى منهما؟
قالت: الأقوى اللي يدعو الله
* كيف يكون أقوى وهو يشتكي إلى الله ويدعوه أن ينصره من هذا الظالم له؟
قالت: صح المهدد أقوى
* طيب في قصة يوسف عليه السلام مع امرأة العزيز من كان يهرب ويدعوا الله؟ بالمقابل من كان يطارد ويهدد ويتوعد بالسجن والتصغير؟
قالت: امرأة العزيز كانت تتوعد وتطارد، ويوسف كان يهرب منها ويدعوا الله أن ينجوا منها ومن فتنتها.
* فمن الأقوى تأثيرًا بالفتنة؟ يوسف الرجل أم المرأة؟
قالت: المرأة
* طيب فكيف لا تستطيعين وأنت امرأة مثل زليخة، التأثير بزوجك وهو رجل مثل يوسف؟
* أما قضية الأمراض التي تقولين عنها، فإذا أنت كما تقولين ومتأكدة ما تدعينه على زوجك وليس شك ولا وهم ولا غيرة زائدة منك،
– لا تطلبين الطلاق لكن خليك كالمطلقة ولا ترضين منه أن يلمسك في المعاشرة حتى لا ينقل لك المرض والعدوى،
– وامتنعي عنه كليًا واحتفظي بالتقارير الطبية التي معك،
– وارسلي له بالواتساب تطلبين منه أن يتعالج،
– وبيني له الأضرار التي أصابتك منه،
– وهذا أيضًا نوع من التوثيق ينفعك إن حدثت مواجهة في المستقبل، فإذا ما رضي العلاج أو ظلم حقك، فليس عليك إثم في امتناعك عنه بسبب الزنا حسب ادعائك لسببين:
–1– السبب الأول وجود وثبوت الضرر النفسي والحسي ونقل الأمراض لك كما تقولين
–2– السبب الثاني أن الله حذر وزجر الزواج المؤمن من الزانية أو تزويج المؤمنة للزاني ابتداءً، والجماع ثمرة الزواج فلا يكون عليك ذنب عند الامتناع إذا ثبت لك أنه يزني، قال الله: ﴿ٱلزَّانِي لَا يَنكِحُ إِلَّا زَانِيَةً أَوۡ مُشۡرِكَةٗ وَٱلزَّانِيَةُ لَا يَنكِحُهَآ إِلَّا زَانٍ أَوۡ مُشۡرِكٞۚ وَحُرِّمَ ذَٰلِكَ عَلَى ٱلۡمُؤۡمِنِينَ ٣﴾
* عليك بالحكمة وكثرة الدعوات أن يهديه الله ويعافيه، واصبري فالصبر علاج ودواء وواجب، وإذا صعب عليك الأمر فقد جعل الله لك مخرج وعندك المحكمة الشرعية ينصفونك إن شاء الله.
ملاحظة: هذه الناموسة لكبار العقل فقط
No Comments