60 – وجدنا بأجهزة الولد مواقع سيئة► تجارب اجتماعية

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع غيرك لتعم الفائدة

lightBrain

ناموس الاستشارة

الولد عندي جدًا أخلاقه عالية، ومعتنين به أنا وأمه، ولله الحمد مصلي وقريب عليّ، ولكن صار معي موضوع هز كياني وسبب لي ضيق وحزن وغضب شديد، ولا أريد التهور فيه فقلت أستشير قبل التصرف، أمه وجدت في جهازه أنه يدخل ويبحث في مواقع وفيديوهات جدا سيئة، وعبارات نابية متعلقة بالأمور الجنسية.

* قلت: الله المستعان يا نحن بزمان يشيب له الولدان ونسأل الله أن يأجرنا عليه ويوفقنا لكل خير ويصلحنا ويصلح لنا العيال والذرية كلهم ويعصمنا جميعاً من الفتن،
* كم عمر الولد؟
قال: 13 سنة
* قلت: أهم نقطة إيجابية هي التعاون بينك وبين الأم، وقوة العلاقة بينك وبينها، فالزوجة التي علاقتها جيدة مع زوجها وهو حريص عليها ومهتم بها لا تخفي عنه تصرفات العيال، بل هي وكالة استخبارية وجهاز أمن ممتازة لتبليغ الأب بكل شيء، وتتشاور معه، وهذا أفهمه من خلال إخبار الزوجة لك بهذا الخبر وعدم كتمانه وستره عنك، فاشكر الله لها، وأدام الله بينكما المودة والرحمة وحسن التربية، وكل أم ولو مطلقة تخفي وتكتم أخبار العيال عن الأب فهي الخسرانة.
قال: والله الزوجة صالحة وخيرة وفاضلة ومعاونة لي وشايلة عني جهد كبير، مهتمة بالعيال في أخلاقهم ودينهم وتحفيظهم للقرآن ومتحملة شيء كبير الله يحفظها ويبارك فيها
* قلت: هل أنت الذي علمته ذلك ووجهت في هذا الأمر القبيح؟
قال: لا معاذ الله! كيف أب يربي ذلك بولده
* قلت: هل تؤمن بقضاء الله وقدره بالخير والشر؟
قال: نعم
* قلت: هل الولد عبدك وممتلكاتك أم عبد لله، ومملوك لخالقه؟
قال: هو عبد لله، والله هو مالك له ولي
* قلت: هل زعلك وغضبك وضربك له يغير من الواقع الذي وقع شيء ويعالج شيء إذا نفذته؟
قال: لا
* قلت: هل الولد مستتر بالمعصية أم هو يجاهر بها؟
قال: متستر، وأمه هي التي كشفته
* قلت: هل تعلم أن فتى شاب جاء يستأذن رسول الله لكي يرخص له بالزنا؟ هو ما جاء لكي يزوجه بل يريد رخصة بالحرام، يعني هو يعرف أن الزنا حرام ومع ذلك يريد رخصة تجيزه له من رسول الله صلى الله عليه وسلم!
قال: نعم أعرف القصة
* قلت: طيب أيهما أشد وأشنع في نظرك وحسب تقديرك؟ ولدك المتستر بذنبه أم الشاب الذي تجرأ واستأذن من رسول الله بترخيص الزنا؟
قال: في نظري فعل ولدي أهون وأسهل، فيكفي الجرأة التي طلب بها الولد الرخصة بالزنا، ولذلك همّ به الصحابة مستنكرين منه قوله.
* قلت: طيب فلماذا ما تعامل ولدك وتخاطبه كما عامل وخاطب رسول الله الشاب؟ وأنت تقول أن فعل ولدك أخف من فعل الفتى، فلماذا لا تخاطبه بالحوار والحكمة والرحمة وتكبير فكره ثم تختم ذلك بالعاطفة الجياشة والدعوات المنهمرة،
* فانظر وتأمل كيف عالج رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك الأمر بكل هدوء وتصحيح الفكر الداخلي بالحوار الفكري؛ فعمل الرسول على تقبيح الطلب بعقل الفتى وذلك بضرب أمثلة مقززة لنفسيته مع تكرارها وتنويع الأمثلة عليها، فما تنوع نفع وينع ونبع، وما تكرر تقرر، ثم ختم بود وداد و وداد ودود باللمس الحاني، حيث وضع يده اليمنى (أشرف يد الورى) على صدر الفتى، ودعى له بثلاث دعوات مباركات تعالج أمره، وتكشف عنه كربه، وهي من أفضل الدعوات لعلاج وإطفاء نار غرام الشهوات كما ورد في الحديث:
جاء شاب لرسول الله صلى الله عليه وسلم يستأذنه في الزنا، فهم به الصحابة فقال: دعوه وقربه وسأله هل ترضى الزنا لأمك؟ قال: لا يا رسول الله فداك أبي وأمي ، قال : أترضاه لابنتك؟ قال: لا يا رسول الله فداك أبي وأمي، فقال وكذلك الناس لا يرضون، قال: اترضاه لأختك؟ قال: لا يا رسول الله فداك أبي وأمي، فقال وكذلك الناس لا يرضون، قال: اترضاه لعمتك؟ قال: لا يا رسول الله فداك أبي وأمي، فقال وكذلك الناس لا يرضون، قال: اترضاه لخالتك ؟ قال: لا يا رسول الله فداك أبي وأمي، فقال وكذلك الناس لا يرضون، ثم مسح يده الشريفة ودعاه له أن يُغفر له ذنبه، ويطهر قلبه، ويحصن فرجه
قال: ما تفكرت في الحديث وسبحان الله الذي يتفكر في سيرة رسول الله يجد علاج لكل مشاكله
* قلت: من أشترى الأجهزة للولد؟ ومن يمتلكها أصلاً؟ وباسم من البطاقة المستعملة؟ ومن يمتلك المنزل؟ ومن يدفع فاتورة الكهرباء؟ ودراهم من أجهزة الشحن للهواتف والأيباد؟
قال: أنا
* قلت: هل وضعت له شروط وقوانين (مكتوبة بخط يديه بينك وبينه) تنظم له عن الأجهزة وكيفية استخدامها والاستفادة منها والموانع التي لا يقترفها والعقوبات عند مخالفة ذلك؟
قال: لا
* قلت: الولد بلغ أو سيبلغ فهل علمته تفاصيل الجنابة والحكمة من جعل الله الجنابة في البشر ولماذا خلق الله هذه الأعضاء وما فائدة ذلك وكلمته سنن الفطرة من العانة وكيف يحلقها كل أربعين يومًا أقل من ذلك والحكمة من الختان؟
قال: لا، ولكن بينت له غسل الجنابة مع درس المدرسة
* قلت: فإذا أنت ما علمته، فالإنترنت أرض كسيح لكل فساد وأنت أهملت ولدك وغيرك علمه فلا تلومه ولا تغضب عليه،
* والذي يستحق العقوبة الآباء وليس الأبناء، وهناك فتوى لشيخ الإسلام ابن تيمية مفادها أنه سُأل عن الأب هل له ضرب ولده بعد العاشرة من عمره بالصلاة إذا لم يأمره قبل ذلك فقال: أن الأب هو الذي يُعزر وليس الولد لمخالفة الأب للأمر النبوي فقال رسول الله: “علموا أولادكم الصلاة لسبع واضربوهم عليها لعشر سنين
قال: والله نحن مقصرين في حق عيالنا لكن الأعمال والدوامات والأشغال
* قلت:
أولًا – هذه الدوامات والأشغال لن تفعك في حال انحرف ولدك، ولن تدافع أو تشفع لك عنك عند الله يوم القيامة، وأبشرك يوم يقاعدونك لن يسأل عنك أحد بالدوام ولن يهتم فيك ولو كنت من كنت، نفس الذين قاعدوا قبلك، فاهتم بعيالك، فهم ينفعونك حال كبرك وتقاعدك.
ثانيا – الوظائف ما قالت لك لا تهتم ولا تقعد ولا تتواصل مع عيالك ولو بالهاتف والمكالمات، ولم تمنعك عن ذلك.
ثالثاً – ليست الدوامات هي السبب، لا وألف لا، ولكن أكثر الناس يظنون أن التربية هي دور النسوان وهذا خطأ شنيع، التربية العقلية والفكرية والأخلاقية والدينية هي وظيفة الرجال، والرعاية الجسدية والعناية الصحية والاهتمام التواجدي وتوصيل الأخبار لولي الأمر المربي الأكبر هي وظيفة النساء.
* نصيحتي لك:
– أجلس مع ولدك وواجهه بمثل ما خاطب رسول الله الشاب السابق، ثم افعل كما فعل رسول الله من الحوار، وضع يدك بصدره وادع له بالدعوات الثلاث.
– ثم بين له الخطأ في أن يكشف عورته لأحد، أو أن ينظر لعورات الناس، ووجوب غض البصر وفضيلة ذلك وفوائده.
– قل له: أنت رجل لا يصلح منك هذه الأفعال القبيحة، وأنا أعرف أنك لن تفعل ذلك مرة أخرى إن شاء الله، ولكن هذا محرم قبيح، والله لا يرضى لك القبح والشين لأنك زين مصلي ومؤدب وراعي خلق ومراجل.
– أحضن ولدك وامسح على رأسه وقربه أكثر وحببه إليك أكثر وأكثر، سوف تجده رجل بمعنى الكلمة، وتربيتك وتربية أمه ظاهرة إن شاء الله
– قل له: إذا تريد الزواج بزوجك، اختر من شئت من البنات ونروح نخطب لك، ولكن لا أحد يزوجك حاليا لأنك لا تعمل والبنت لا بد تكون أصغر منك بسنين وليس هناك من يرضى أن يزوجك الآن.

قاطعني السائل ضاحكًا وقال: أخاف تورطني يا مستشار ويصر على الزواج

* قلت ضاحكًا: ترى هذه جيناتك، الفحل لا ينجب إلا فحلاً، ومن شابه أباه فما ظلم، وهذه رسالة تدرك حاجات أولادك وكيف تتعامل معها وكيف تؤثر على أفكارهم قبل أن يفعل غيرك.
– بين له أن أجهزة الهاتف التي معه أو الأيباد هي باسمك، وأنت شخص مهم، وهذه الأجهزة مراقبة من الجهات العليا [أقصد الله والملائكة] ولا تخبره قصدك وأي استخدام سلبي أو ممنوع سيضر سمعة أبوك ومستقبله الوظيفي، فلا يصلح أني أعمل وأشتغل لك ولإخوانك وأنت تريد أن تضرني، كيف بصرف عليكم وأشتري لكم وأنفق عليكم.
قال: كيف بعد ذلك أفعل مع الأجهزة؟
* قلت: تسحب عنه كليًا كل الأجهزة ولا بد أن يعرف أنه لا يملك شيء في هذا البيت، وأن كل ما في هذا البيت (كل شيء) ملكك أنت أو ملك لأمه، وأن أي استخدام سيء مضر لك ولأمه.
– بعد فترة تعطيه الأجهزة بعد المراقبة الشديدة، مع عدم الثقة به تماما، فالقاعدة عندي “لا أثق بأحد ولا أشك به” وإنما تصرفاته تجعله موضع ثقة أو شك .

👋 مرحباً؛  يسعدنا وجودك👋

اشترك معنا ليصلك كل جديد ومميز

لا نستخدم بريدك للدعايا ولا للإزعاج

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع غيرك لتعم الفائدة

No Comments

Post A Comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.


نوصيك بقراءة
JTNDaW1nJTIwJTBBc3R5bGUlM0QlMjJkaXNwbGF5JTNBJTIwaW5saW5lLWJsb2NrJTIwJTIxaW1wb3J0YW50JTNCJTIyJTBBY2xhc3MlM0QlMjJ2Y19zaW5nbGVfaW1hZ2UtaW1nJTIwJTIyJTIwc3JjJTNEJTIyaHR0cHMlM0ElMkYlMkZtaWZ0YWhhbGtoYXlyLmNvbSUyRndwLWNvbnRlbnQlMkZ1cGxvYWRzJTJGMjAyMSUyRjA5JTJGbGlnaHRCcmFpbi0xMDB4MTAwLnBuZyUyMiUyMGFsdCUzRCUyMmxpZ2h0QnJhaW4lMjIlMjB0aXRsZSUzRCUyMmxpZ2h0QnJhaW4lMjIlMjB3aWR0aCUzRCUyMjgwJTIyJTIwaGVpZ2h0JTNEJTIyODAlMjIlM0UlMEElMEElM0NoMyUyMCUwQXN0eWxlJTNEJTIyZGlzcGxheSUzQSUyMGlubGluZS1ibG9jayUyMCUyMWltcG9ydGFudCUzQiUyMHRleHQtYWxpZ24lM0ElMjBjZW50ZXIlM0Jmb250LWZhbWlseSUzQUFicmlsJTIwRmF0ZmFjZSUzQmZvbnQtd2VpZ2h0JTNBMjAwJTNCZm9udC1zdHlsZSUzQW5vcm1hbCUyMiUyMGNsYXNzJTNEJTIydmNfY3VzdG9tX2hlYWRpbmclMjIlM0UlRDklODYlRDglQTclRDklODUlRDklODglRDglQjMlMjAlRDglQTclRDklODQlRDglQTclRDglQjMlRDglQUElRDglQjQlRDglQTclRDglQjElRDglQTklM0MlMkZoMyUzRQ==[vc_column width="1/4"][vc_column width="3/4"] قلت: ما شاء الله تبارك الله ولا حول ولا قوة إلا بالله،…
0