
ناموس الاستشارة
أستاذي بعد يومين يكون عقد زواجي بإذن الله، فماذا أفعل لتكون حياتي أفضل؟ خاصة هذه المواقف تبقى محفورة في الذاكرة، فأيش أنسب شيء بنظرك؟
قلت: ما شاء الله تبارك الله ولا حول ولا قوة إلا بالله، من أرشدك وعلمك وورطك وجهك لهذا السؤال؟
قال: لا أحد، ولكن سمعت أشياء مختلفة من الناس فقلت أستشير من ينصحني بعلم وخبرة وتجربة، وأنت ما تعرفني لكن أنا أعرفك، ومرة من فترة سابقة سمعت أخوي ينصح صاحبه أن يستشيرك.
قلت: أفضل شيء وأجمل شيء تفعله هو ما أرشده أرحم العباد وأرفق الخلق وأحسن البشر أخلاقًا على الإطلاق وأكثر الناس حرصًا على السعادة الزوجية هل عرفت أقصد من؟
قال: على وصفك هذا هل تقصد رسول الله صلى الله عليه وسلم؟
قلت: صح الله يبارك فيك،، أنت فطين وذكي ولبيب والله يرزقك شفاعته يوم القيامة
قال: آمين وأشكرك على الدعاء والتشجيع،، شوقتني جدًا فماذا أفعل؟
قلت: أين يكون عقد الزواج بالمحكمة أو بالمنزل؟
قال: بالمنزل
قلت: أكيد أنك مجهز هدايا وأشياء متعارف عليها، لكن الأهم من هذا والذي عليك أن تفعله هو ما أرشده رسول الله في مثل هذا الموقف، سواء بعد عقد الزواج أو قبل الدخول على الزوجة في العرس،، قال صلى الله عليه وسلم: “إذا تزوج أحدكم امرأة فليأخذ بناصيتها، فليقل: اللهم إني أسألك خيرها وخير ما جبلتها عليه، وأعوذ بك من شرها ومن شر ما جبلتها عليه“، وإرشاد النبي عليه الصلاة والسلام من وضع اليد على الناصية وذكر الدعاء فيه معاني باهرة عزيزة وحِكم زاخرة غزيرة، إن فهما ومعرفتها مما يرسخ رواسخ السعادة الزوجية وعليك أن تشرح لها كما سأبين لك تمامًا.
– أهمية القرب والدنو واللمس خاصة مع النساء، فهو مفتاح تشغيل الحنو وخاصة مثل هذا الموقف الذي يكون الحياء سيد الموقف للزوجين ولا يعرفان كيف يبدأ أحدهما الحديث، فهذا الفعل والدعاء افتتاحية.
– أخذ الناصية إشارة للهيمنة والمسؤولية والرعاية الواجبة والمكلفة على عاتق الزوج، مما يدير الأسرة إدارة ناجحة ونافعة، والاستلام والخضوع الإيجابي من الزوجة مما يسعد الحياة الزوجية.
– عبودية الزواج ومكانته، لاستفتاحه بمخ العبادة الدعاء وأساس التوحيد
– كثرة اللجوء والفزع لله في الرخاء ليعرفك الله وقت الشدة
– التعلق بالابتهال والدعوات إلى الله بجميع الأحوال، سواء حال الفرح والمرح أو حال الترح والجرح
– شدة أثر صلاح المرأة على ذات الزوج وذريته والمجتمع
– الموازنة للحسنات والسيئات في الحياة الزوجية
– التعرف والمراقبة على نقاط خير المرأة وتنميها وتكثيرها وتشجيعها.
– الملاحظة والتدقيق لفهم بواعث نقاط شر المرأة وترويضها بالرفق والحزم وتقليله وتهوينه لا تهويله، والعفو عنها.
– من الخير ما هو جبلي طبعي ومنه مكتسب.
– ومن الشر ما هو جبلي طبعي ومنه مكتسب.
– عجيب هذا المخلوق الأنثوي الفريد! ولا غنى للرجل عنها، ومع ضعف سلاحها فهو ذو حدين، فهي مليئة بكل الخير ومنبع الإلف وبنفس الوقت مكمن الشر، قادرة أن تقتلك بدم بارد.
– مما هو متعارف في بعض الأمكنة تقبيل رأس الزوجة عند عقد الزواج، وعندي شخصياً لا أفضل ذلك، فإما أن تفعل فعل رسول الله بقوله (فليأخذ بناصيتها وليقل….) أو أن تقبل خدها وليس رأسها، فقبلة الرأس هي قبلة تعظيم وتوقير وهي للوالدة وأم الزوجة ومَن مثلهنّ من الكبيرات، أما قبلة الزوجة فالأصل أنها قبلة محبة وشهوة وشوق وهذا محله الخد وحواليه لا الرأس ولا عليه.
One Comments
وانا اقرأ حمدت الله على نعمة الاسلام ورقية ورفعته في تفصيل فن الاسلوب في التعامل مع الزوج والزوجه لبناء الاسرة
اللهم بارك لهم وارزقهم من الذرية الصالحة الباره