
ناموس الاستشارة
الحمد لله تم عقد الزواج من بنت زينة ومن عائلة صالحة ومحافظة على ما كنت أريد وأرغب فيه، لكن واجهتني مشكلة وهي أني أريد أعرس بسرعة خلال شهرين والبنت موافقة وأهل البنت راضون؛ ولكن والدتي مصرة أن نأجل سنة من اليوم وعدم الاستعجال وهي رافضة تمامًا، مع كلامي مع والد البنت وموافقة الزوجة وأهلها أن يكون العرس بمدة لا تزيد عن ثلاثة أشهر. فمحتار ويش العمل وبي ضيق لا يعلمه إلا ربي؟
– في شرع الله بعقود الزواج أن الشرط هو رضى الزوجين، فإذا كان الرضى بين الزوجين في اختيار حياتهما، فالتدخل الخارجي مهما كان قدره بلا سبب شرعي أو مبرر معقول مرفوض لأنه مجرد تسلط محض،
– فلا يلزمك الأخذ بهذا التدخل مع البر والإحسان لصاحبة الرأي، وحفاظ قدرها ومعرفة مكانتها، فكما أمرك الله بحسن صحبتك للوالدين، نهاك عن الطاعة العمياء لمحرم شرعي أو ضرر عليك أو على غيرك بنفس الوقت،
فقال: {وَإِن جَاهَدَاكَ عَلَىٰ أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا ۖ وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا ۖ وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ۚ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ١٥}
– فلماذا الوالدة تريد التأخير العرس؟ أو ليش ما ترغب العرس بسرعة ؟
قال: تخاف عدم التفاهم والخلافات لقلة فترة الملجة، وتريد مدة أكثر للتعارف
– ما شاء الله على حكمة الوالدة وكلامها جميل، لكن هل تأخير العرس لسنة وجعل مدة الملجة سنة صحيح؟ وهل هو مناسب؟ ولا فيه ضرر أكبر على الزوج والزوجة؟
قال: الضرر علي أكبر
– هل هذا التأخير يغير قدر الله وقضائه سواء وجدت الخلافات أو وجد التآلف، بمعنى هل ينفع الحذر مع القدر؟
قال: لا يغير من قدر الله شيء
– هل هناك حياة زوجية بلا خلاف أو مشاكل؟ هل الحياة الزوجية كلها سعادة في سعادة؟
قال: لا
– هل نظرة الوالدة في الواقع سلبية بسبب ما تراه أو تسمعه من الخلاف من خلال القصص عن الزواجات وكثرة الطلاقات؟
قال: نعم
– هل الطلاقات والخلافات قاصرة في الزواجات الحديثة أو قليلي الخبرة من الأزواج أم أنها أمر عام؟
قال: بالغالب أمر عام
– أنت لماذا تريد أن تتزوج ولماذا مستعجل بالزواج؟
قال: علشان أعصم نفسي ولا أقع بالحرام
– هل استعجالك بالزواج موافق أم مخالف لكلام رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج؟
قال: بل موافق له
– هل رأي الوالدة الله يحفظها موافق لكلام رسول الله صلى الله عليه وسلم أم مخالف له؟
قال: مخالف
– هل المصلحة والمنفعة عندك بكلام الوالدة الله يحفظها أم بكلام رسول الله صلى الله عليه وسلم؟
قال: مصلحتي الاستعجال بالزواج كما أرشده رسولنا الكريم
– يعني هذا الخطاب موجه لمن لك أم للوالدة (يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج)؟
قال: موجه لي
– هل الخطاب يدل على التعجيل والإسراع أم على التأجيل والتأخير؟
قال: التعجيل والإسراع
– هل تضمن أنك تعيش بعد سنة؟
قال: لا ولا يوم
– إذا عجل بعرسك بارك الله لكما
– وأنت صاحب الشأن وعجل بعرسك وبر أمك، الواحد لا يدري متى يموت
– بر بأمك واحرص إقناعها ورضاها وأبحث عن مصلحتك، واختار ما يرضي ربّك ويرضيك ولا تحتار بما يرضي أمك، واجعل بين عينيك الآية السابقة.
No Comments