
ناموس الاستشارة
مرحبا فيك يا أستاذ،
أشكرك، لله الحمد بعد الصبر وتوجيهاتكم أنا خرجت من علاقة حطمتني في وقتها،
وكنت ظالمة نفسي وظالمة حتى عيالي فيها، وهذا الشي تبين بعد ما طلعت منها، وكل يوم يمر علينا أعرف خيرة الله وحكمته في هذا ولله الحمد والمنة عليه،
ولكي أكون قوية فقد يسر الله لي طريق استشارتكم، ودايما ترن في أذني "المؤمن القوي أحب الى الله من المؤمن الضعيف". وكلامك صحيح: ما تعرف قيمة الشي اللي كنت فيه إلا بعد ما تفارقه. وأنا أكلمك اليوم في سعة واستقرار والشعور بالرضا على ما بذلته ونصحته لي من الحرص والمحافظة على حياتي الأسرية، ولكن كما تعرف بأن الزوج لم يكن يرغب في ذلك، ولعل هذا خير كنت أخاف منه، وكنت متعلقة به على حساب شخصيتي وكياني وحتى علاقتي مع أهلي ومع ربي، ولكن صار كل ذلك بأمر الله وأنا سعيدة باختيار رب العالمين لي، وأبشرك راح خوفي من وحدة الطلاق والقلق والتوتر وعمت السكينة والأمان والطمأنينة ولله الحمد والمنة، وما استلهم من كلامك يا أستاذ إلا كل صبر وعفو وشجاعة وصدق مع الله في القيام بالأمانة وتربية العيال تربية فاضلة، وتفاهمنا بخصوص كل النفقات لا يقصر حتى الحين، وبدأت مشاريع تجارية مربحة ولله الحمد.
* هذا فضل الله عليك وكرمه ولطفه لصبرك على زوجك في حياتك الزوجية وصبرك بعد طلاقك يعوضك عوضاً خير من ذلك ولن يضيعك الله ومن حفظت الله؛ حفظها الله.
* الله يوفقك ويسعدك ويبارك لك في حياتك ويرزقك مالاً وعافيةً ويصلح الحال ويشرح لكم البال والصبر مفتاح الفرج وإنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب.
* خذيها مني بيقين، إن شاء الله سيرجع لكم ويرجع لك راغباً فيك، عندما يفيق، والله يعافي فكره وعقله وغيابه مع وجوده.
* وإذا جاءت لك فرصة وتقدم لك رجل صالح يعينك على تربية عيالك فتزوجي ولا تتأخري، فلا تكوني خادمة للعيال فإذا كبروا تركوك إما يرجعون لأبيهم أو يتزوجون أو ينشغلون عنك كما هي سنة الحياة اليوم، ولا تقصري لا مع نفسك ولا مع عيالك، ولا تسيئي لطليقك أبدًا وتفاهمي معه بالإحسان، فطريق المحاكم والخصومات طويل صعب.
* اغرسي في العيال حب أبيهم وتعلقهم به مع تقوية شخصيتهم فلا يكونوا كما كنت ضحية ولا يخافون منه، ويطالبون كل ما يريدونه منه، وعلميهم الجرأة لكن بأدب في ذلك مع عدم الخوف منه.
* وخذي هذه الفائدة مِن عجائب ما رأيته بلا تخلف وأظنها قاعدة مستمرة ثابتة وسنةً كونيةً بالغالب وشرعيةً:
(أنك تدرك من حال الزوجين بعد الطلاق؛ من المظلوم أو الظالم منهما)
* ويفتح الله للمظلوم حقًا الخير والتوفيق وراحة البال وسلامة الصدر ما لم يكن يخطر بباله.
* فَمَنْ رأيتَ منهما فتح الله عليه بصلاح الحال دينيًا ونجاح المال ماديًا كان هو المظلوم؛ ومَن ساء حاله أو باء ماله كان هو الظالم.
* والذي يدل على ذلك ما قال الله حال الزوجين بعد طلاق: {وإن يتفرقا يغن الله كلا من سعته وكان الله واسعا حكيما} النساء.
* فمَن كان مفارقًا منهما أو كلاهما كما أمر الله من الإحسان، ومراعيًا لتشريع الله وآدابه؛ أغناه الله بحسب تطبيقه لمراد الله، ومَنْ كان محسنًا في الطلاق فمن المستحيل أن يكون مسيئًا حال التلاق والعناق فليس من العقل والمنطق الإحسان في الطلاق والإساءة قبل الطلاق.
وكان الله للمحسن بالطلاق والتلاق موسعًا عليه مالًا، لوعد الله {يغن الله كلاً من سعته} فأهم سعة للإنسان سعة المال فالسعة تكون بالغالب كما قال الله عن بني إسرائيل عن طالوت ﴿وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللَّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكًا ۚ قَالُوا أَنَّىٰ يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِّنَ الْمَالِ ۚ قَالَ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ ۖ وَاللَّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَن يَشَاءُ ۚ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ٢٤٧﴾ البقرة، وقال الله: ﴿وَلَا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنكُمْ وَالسَّعَةِ أَن يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبَىٰ وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ۖ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا ۗ أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ ۗ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ٢٢﴾ البقرة.
ومؤتيًا له الحكمة وأعظم حكمة يؤتيه سلامة الديانة وسعة العلم وكان الله واسعًا عليمًا ﴿يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَن يَشَاءُ ۚ وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا ۗ وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ ٢٦٩﴾ البقرة
وبالغالب الأكثر كل الذين يكون طلاقهم بإحسان ولديهم ذرية يرجعون لبعض كما أخبره الله تعالى: ﴿فَإِن طَلَّقَهَا فَلَا تَحِلُّ لَهُ مِن بَعْدُ حَتَّىٰ تَنكِحَ زَوْجًا غَيْرَهُ ۗ فَإِن طَلَّقَهَا فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَن يَتَرَاجَعَا إِن ظَنَّا أَن يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ ۗ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ يُبَيِّنُهَا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ ٢٣٠﴾ البقرة
وشرط ذلك استقامة الحياة على حدود الله والحرص على التعاون والسعادة الزوجية
No Comments