* كم عمر الولد؟
25
* هل يعمل؟
نعم
* هل هم ينفقونه عليه وعلى تكاليف زواجه؟
لا
* هل هو في الواقع بالغ مكلف مقتدر ساد نفسه؟
نعم
* هل هناك بالكون شخص يختار أمه أو أباه؟
قال: لا
* لو قدر الله أن تكون هذه أم عياله هل هناك أحد قادر أن يمنع زواجه؟
قال: لا
* لو كان الله لم يقدر هذه الزوجة له مهما رغب بها أو هي راغبة به هل يمكن أن يكون هذا الزواج؟
قال: لا
* أولا هناك خلل وقصور في التربية الوالدية السابقة، والدليل عدم الوفاء والانتماء للوالدين والأهل، فمقابل إحسان 25 سنة من الأهل تلاشى أمام شهوة حب مؤقت عابرة، ولذلك هذه النتيجة تُظهر لك الأسباب،
* وخاصة التربية الإيمانية والفكرية والعقلية وحسن التصرف، فغالب الآباء والأمهات حسبهم من التربية الغداء والدواء والدراسة للشهادة، فهذا أقصى مبلغهم من التربية، والنتيجة أبناء وبنات سفهاء، فكل غارس بغراسه يحصد.
* ثانيا لا شك ولا ريب أن فعل الولد من تركه للبيت هو من العقوق وكفران العشرة، وهذه مصيبة غفر الله له، ولذلك لن يوفق في زواجه حسب التجارب والواقع،
* لكن الولد يريد الزواج والعفة، لذلك يجب معاونته ولو تزوج بيهودية ولا نصرانية،
* فهل تنتظرون أن يجعلكم بالأمر الواقع ويخسر آخرته ويحملها بالزنا؟
* ثم تأتي الفضائح وتجبرون على تزويجه منها، يعني الزنا أهون ولا زواجه بسنة الله ورسوله؟
* ثم تعال،،،، هل لدكم هو ولد عمر بن الخطاب ولا علي بأبي طالب في الصلاح والتدين والاستقامة علشان تزوجونه أصلح وأحسن وأجمل بنت؟؟
ترى لن يتزوج إلا واحدة على مستواه، فالطيور على أشكالها تقع.
* عليكم ثلاثة أشياء:
1) اجلس مع الولد لوحده أولاً وشدد عليه، قل له وين عقلك؟ هذا البعد وقطيعتك هذه لن تزوجك من البنت التي تريدها، العاقل يبحث عن مصلحته، ويتمسكن لوالديه ويكرر طلباته ليل نهار،
قل له كيف تريد أن الله يبارك لك في زواجك وأنت قاطع أهم رحم، وقاطع الرحم لا يدخل الجنة ولا يبارك في عمره ورزقه، ليش تُدخل الحزن لوالديك؟ هل هذا جزاء إحسانهم لك؟ ارجع لبيت والديك واهتم بهم وبرهم وتودد لهم. وين عقلك علشان عورتك وعورة امرأة تجعلك تقاطع من خرجت من عورتهم وربوك ورعوك؟ اتق الله، راجع نفسك وعد للمنزل وأنا أجلس معك ومعهم وأساعدكم كلكم للوصول نقطة اتفاق.
2) ثم اجلس مع أهله، والديه وإخوانه وأخواته، وبين لهم أولا أن فعل الولد خطأ، فهجره وخروجه من البيت غير مقبول حتى لو ما رضيتم بزواجه، لكن أنتم مخطئون، فالولد يريد الزواج والعفاف وأن يصون نفسه وليس الزنا، وهو الذي يتحمل مسؤوليته، فهل تنتظرون منه الزنا والفضائح والقضايا ثم تزويجه بأمر الواقع، خلوه يتعذب معاها مثل خاله، يعني أنتم مسؤولون عنه مثل الطفل!!
3) بعد ذلك تجمعهم كلهم وتتناقش معهم كلهم، والله يصلح الذي فيه خير

* المشكلة في الواقع الاجتماعي أنه جالس يتغير بسرعة مهولة بسبب الانبطاح والانسلاخ العالمي والناس تسميه الانفتاح،
* والوالدين لا يريدون أن يفهموا ذلك، ولا يهيئون أولادهم لمثل هذه الكوارث والأزمات، فمثلا قضية الزواج في البيئة الاجتماعية العربية قائمة على تقديم الجماعة من القبيلة أو العائلة أو الحسب أو المال أو الجاه أو الطبقة بالغالب على مراد الفرد، وهي معاكسة لأساس العالم الأقوى المؤثر ثقافياً القائم على الفردانية، يعني مراد الفرد ذكر كان أم أنثى،
* ولما كنا مجتمعات متأثرة أمام الكم الهائل من التغيرات، وغير محصنة بلقاح الإيمان والمناعة الربانية ومضادات العقل وأدوية تكبير الفكر في التربية، فلابد من تشبع عيالنا لظاهرة الفردنة الغربية والحرية الشخصية الذاتية الخاطئة، وتقديسهم لها والسبب القصور التربوي والتعلمي.
* ودين الله السمح دين وسط بين ذلك، فالزواج قائم على رغبة الذات الشرعية فيمن تناسب الطرف الآخر، وفي نفس الوقت الزواج منطلق من الجماعة، ولذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “تزوجوا الولود والودود” حديث صحيح
فكيف يعرف البنت أنها ولود ودود إلا بالنظر لجماعتها من أمها وأخواتها؟ فالجينات تورث كما تورث الشبه والأخلاق.
* ولما يَقل الحوار بيننا، ونهمل بيان الحقوق، وبيان ماذا يحب الله ورسوله لنا، وما هي أهداف الزواج وأحكامه قبل ذلك، نتفاجأ من ضحالة اختيارات فلذات أكبادنا ظن منا أنها صغيرة والسبب أننا لم نسقيها ونرعاها حق رعايتها.
* زوجوه حسب رغبته حتى يتبهدل، ويستفيد قوم؛ فمصائب قوم عند قوم فوائد، فلولا الأمراض لما ترزق ملاك شركات الأدوية ولولا المشاكل الأسرية لما استفادت بعض مكاتب المحاماة ولا مكاتب الاستشارات،
* فأقول بلا شك ولا استثناء، كل هذه الزيجات من الزيجات السريعة تنتهي بالثبور والعداوة والندامة لأنها قائمة على طغيان شهوة المشاعر وكذب العواطف السراقة.