فلسفة المشكلة► المقالات

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع غيرك لتعم الفائدة

لما حفَّ الله الجنةَ عند خلقها بالمكاره، وحفَّ النار بالشهوات، وكان إثر وحكمة هذا الحفاف الابتلاء والاختبار للإنسان لما حباه الله من الاختيار والإرادة، وكانت رغبات بني آدم وميول كل إنسان تصارعه وتغالبه وتشكل عليه تحقيق التوازن بين رغباته وأهوائه وإتيان ما هو الأصوب والمطلوب منه عند ذلك، وكيف يتصرف، وكيف يتجاوز ويسلم من ذلك، سواء مع ذاته كوسوسة إبليس لآدم عليه السلام وهذه أول مشكلة تصادف جنس البشرية ﴿ فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ ٱلشَّيْطَٰنُ قَالَ يَٰٓـَٔادَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَىٰ شَجَرَةِ ٱلْخُلْدِ وَمُلْكٍۢ لَّا يَبْلَىٰٰ١٢٠ ﴾ طه، أو مع غيره كولديّ آدم ﴿ وَٱتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ٱبْنَىْ ءَادَمَ بِٱلْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ ٱلْءَاخَرِ قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ ۖ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ ٱللَّهُ مِنَ ٱلْمُتَّقِينَ٢٧ ﴾ المائدة، وكان وقوع المصائب والمشكلات والابتلاء لا محال منه وقدرًا مقدورًا لا يمكن ردّه؛ ﴿ قَالَتْ أَنَّىٰ يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا٢٠ قَالَ كَذَٰلِكِ قَالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ ۖ وَلِنَجْعَلَهُ آيَةً لِّلنَّاسِ وَرَحْمَةً مِّنَّا ۚ وَكَانَ أَمْرًا مَّقْضِيًّا٢١ ﴾ مريم، ﴿ مَّا كَانَ عَلَى النَّبِيِّ مِنْ حَرَجٍ فِيمَا فَرَضَ اللَّهُ لَهُ ۖ سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلُ ۚ وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَرًا مَّقْدُورًاا٣٨﴾ الأحزاب، وكان الناس بجميع طبقاتهم يشتركون في تلك المصائب تأملت الوضع النفسي للأنبياء وطريقة دفعهم أو رفعهم لما نزل بهم وما أصابهم سواء مع كيانهم كالأمراض أو من الناس أذيةً فوجدت فيهم نقاط ثابتة مشتركة، أهمها عندي أربع:
– الهدوء والسكون ابتداءً
– اللوذ والفزع والفرار والرجوع إلى الله
– التعايش الأنسب والتقبل الأصوب وعدم المعارضة والتطاول والاقصائية بحدودهم الشرعية والتعاون بالبر والخير
– التفاؤل وحسن الظن وعدم اليأس وجمالية المنطق بخيرية الابتلاء
وكل هذه الأمور ستجدها بجميع قصص الأنبياء في سيرهم القرآنية من أبرزهم رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم في سيرته في العهد المكي بالذات والمدني وكذلك قصة يعقوب عليه السلام كما في سورة يوسف وهي ظاهرة جدًا في قصة نبي الله لوط عليه السلام، وهذه الصفات كانت مفطورة فيهم قبل نبوتهم والوحي إليهم في شبابهم كما هي ظاهرة في قصة يوسف، وموسى وإبراهيم قبل نبوتهم، فمَنْ تخلق بذلك وتحرى ذلك سلم بداية وغنم نهاية مع كل مشكلة، ومما هو نافلة القلم على المقال القول بوجود مادة قليلة السطور جليلة المنظور مقوية للنفس ومعينة لك بخطوات لعبور أي المشكلة ووصولك حدود السلام النفسي؛ وفلسفة المشكلة وسِرها تكمن بتعامل النفسي معها وتمكين التصور السليم عنها واليقينية بأنها محفوفة وتحمل بين طياتها الخيرية العظيمة لصاحبها اذا استثمرها؛ فالعبرة بكمال النهاية لا جمال البداية
قصة عنوان (فلسفة المشكلة)
كنت كتبت مقالًا عن المشكلة ولم أضع له عنوانًا بعد؛ وقد كنت قد كتبت بالحالة ما يلي جملًا فيها: (ما يصدر من الآخر أيًا كان [والد، ولد، أخ، زوج، صاحب] هل هو أصلًا (مشكلة)؟
أم المشكلة هي ما تراه بذهنك أو تظنه برأيك أو تفسره بفهمك أنت؟
فهمك لذلك تحديدٌ لماهية المشكلة؛ وهل المشكلة أصلاً منك من الآخر؟
فرد عليّ الأخ الخليل الحبيب الجليل، دكتور/ محمد علي أبو الروغة حفظه الله ونفع به العباد بعبارة مع ابتسامة (هذه فلسفة)؛ فارتأيت أن يكون عنوان المقال (فلسفة المشكلة) عرفانًا وشكرًا له
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع غيرك لتعم الفائدة

No Comments

Post A Comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.


نوصيك بقراءة
المصطلحات ذات سلطة على الأفكار وسطوة على التصورات فهي تحمل معاني ومباني شاهقات أو شروخ…