
ناموس الاستشارة
السلام عليكم أستاذي الكريم
عندنا استشارة عائلية،
تقدم لأحد القريبات شاب صالح وفاضل وذو أخلاق كبيرة، والبنت موافقة وأبوها وإخوانها موافقين،،
لكن المشكلة في الموضوع هو أن أم البنت رافضة بتاتًا ولا تريد هذا الزواج ولا يعرفون ما يفعلون وما القرار المناسب، فقلت نستشيرك
– هل الأب والإخوة سألوا عنه جيدا؟
* قال: نعم سألوا عنه، وسألت عنه، وعرفت تفاصيل كلها خير.
– ما هو مستوى تعليمه؟
* قال: هو في السنة الأخيرة في الجامعة ويعمل بوظيفة يمشي بها حاله
– كم راتبه في هذه الوظيفة؟
* قال: فوق عشرة آلاف درهم
– هل رفض الأم بسبب عدم التكافؤ العائلي والقبلي والانتماء؟
* قال: لا، في تكافؤ من حيث الجنسية والعائلة
– ما هو سبب رفض الأم حسب كلامها؟
* قال: تقول أن والد الشاب معدد صاحب 4 زوجات وكثير العيال، وهي تخاف من الخلافات والمشاكل العائلية بسبب ذلك
– هل الشاب سيُسكن البنت بسكن مستقل خارج عن بيوت أهله وأقاربه ولا يسكن مع أهله وأقاربه؟
* قال: يسكن لوحده سكن مستقل، هو شخصية قيادية طيبة مستقله ولا يحب المشاكل ولذلك لن يسكن مع أهله أصلاً
– هل الشاب مستقيم صاحب دين يعني بالعامية مطوع؟
* قال: نعم
– هناك أمرين لكم الرأي والشورة والثاني شرح سبب رفض الأم
– الرأي والشور:
في هذه الحالة كما جاء في الحديث “إن جاءكم أو أتاكم من ترضون دينه وخلقه فأنكحوه أو فزوجوه إلا تفعلوا ذلك تكن فتنة وفساد عريض” حسنه الألباني وإذا كانت ترغب البنت بالزواج والأب موافق وأنتم سألتم عن الشاب تمامًا، فزوجوه ولا تبالوا بكلام الأم لأن الشاب كفو ومقتدر فمبلغ فوق عشرة آلاف شهرياً وفي السنة الأخيرة من الجامعة يقيم بيت ويفتح حياة زوجية، ولا تضروا الشاب ولا البنت بوضع الصعوبات، ولا خسارة بأي زواج مهما كان هناك فقر أو خلاف أو طلاق لا خسارة فيه أبدًا، ولو أغلقنا باب الزواج فتحنا أبواب الزنا والمعاصي والمغازلة وعلاقات الغرامية المحرمة وتأخير سن الزواج والعنوسة الذكورية والأنثوية وتقليل المجتمع وهذا كل ضرره على الفرد وعلى الأسرة وعلى المجتمع
– والخطأ الكبير الحاصل هو ضعف دور الرجل الحكيم العاقل الحازم، فلا بد من إدراك أبو البنت أن مصلحة بنته فوق مصلحته ومصلحة ورغبت أمها وهو الذي يتحمل تبعات الأضرار لابنته وليس هناك زواج مرتبط برضا الأم وإنما شروط عقد النكاح رضا الطرفين الذكر والأنثى ورضا الولي، وتعليق هذه الأمور بأيدي النساء كما يشأنّ يضر النساء قبل الرجال
– الأمر الآخر سبب رفض الأم هو بالغالب للأمور المالية لمظاهر الزواج
* قال: هذا فعلاً حاصل من كثرة المطالبات التي تذكرها الأم دون الأب والبنت فمثلاً تقول هو لا يملك بيت يسكن فيه.
– اسألها لما تزوجها زوجها قبل أربعين سنة ويش كانت ممتلكات زوجها لما تقدم لها؟ وين كانت هي ساكنة لما تزوجته؟ أجزم أنها كانت بنصف غرفة من غرف البيوت اليوم في بيت أهل زوجها بحمام واحد مشترك للعائلة كلها
– الشاب هذا يسكنها اليوم سكن مستقل لا يقل من غرفتين أو ثلاث بحماماتهم ومطبخ ومجلس وصالة،
– قل لها أن مليارديرية اليوم كانوا فقراء قبل ثلاثين وعشرين سنة.
– والسبب الآخر الخفي (سببين)
الأول: هو استقامة الشاب فتظنه أنه متشدد ويمنعها أشياء كثيرة حسب ظنها والمشكلة هذا غير موجود.
ثانيا: تعدد والده؛ فتظن الأم أن الولد سيعدد على ابنتها اقتداءً بوالده، حسب تفكيرها وتخاف من ذلك في المستقبل،
* قال: كلامك مع أنه غريب لكنه صح.
– قلت: لا بد من إدراك أن أغلب الناس لا يظهر السبب الأساسي لرفضه أو حبه للأمور ويظهر أسباب غير حقيقية مثل الشجرة ترى ساقها فما فوق ولا ترى جذورها.
– إذا كان الشاب عاقل ورجل وقائم بنفسه وحريص على مستقبله الديني من صلاة واستقامة والبعد عن الفواحش وأدبه عالي وأخلاقه جميلة وليس لديه ما يشينه وحريص على مستقبله الدنيوي مثل الدراسة والعمل أو الجمع بينهما، فمثله اليوم نادر لا يُفوت ولا يثقل عليه بل يُشترى.
– شكراً على الاستشارة ولكن كيف رضا الوالدة؟ هل نطلب البنت تعق أمها وتتزوج بدون رضاها، أليس رضا الوالدة مطلوب؟
– أولاً هل المطلوب منا بر الوالدين أم رضا الوالدين في الشرع؟
* قال: بر الوالدين
– وبر الوالدين الإحسان لهما والطاعة والسماع لهما بما ينفعهما أو ينفع العيال، صح؟
* قال: نعم
– طيب هذا الزواج هل ينفع البنت أم يضرها؟ وهل ينفع الأم أم يضرها؟
* قال: ينفع البنت وينفع الأم، ولا يضر البنت ولا يضر الأم،
– هل قضية الزواج متعلقة بجسد ونفسية وحرية البنت أم الأم؟
* قال: البنت
– هل ترك الزواج يضر البنت أو ينفعها وهي تريد هذا الزواج؟
* قال: يضر البنت
– فهل تريد من البنت أن تضر نفسها بترك ما ينفعها من الزواج لأجل رضا أمها التي تريد أن تضر ابنتها من حيث لا تشعر؟
– وهل أمها هي الصحابية الجليلة أسماء بنت أبي بكر ولا غيرها من الصحابيات من الدين والعقل والحكمة؟
* قال: ههههههه لا
– إذا ما يحتاج رضا الأم بل يا أخي عندنا في الشرع والحكمة ما يسمى “عضل الزواج” وهو إذا امتنع الولي سواء الأب أو غيره من زواج البنت بمن ترغب به شرعا وهو صالح مكافئ لها، فيزوجها القاضي ولا تأثم البنت، فكيف بأمها، عيالنا ليسوا عبيدً لنا بحجة بر ورضا الوالدين وحساب خاطر الأمهات والآباء.
– فهل يكون رضا الأم شرط لزواج البنت بحجة البر وأنها تعبت عليها؟
* قال: لا، وأشكرك جدا على الرأي والنصيحة والشور وكرم الوقت الله يوفقك
No Comments