84: جلسة عابرة والنتيجة، لا تحسن لأخيك► تجارب اجتماعية

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع غيرك لتعم الفائدة

lightBrain

ناموس الاستشارة

كان قد خرج من العمل كالمعتاد وطريق العودة للبيت بعيد، لكنه ممتع، وعلى مقربة من العمل أخ حبيب تاقت له الروح لسلامه واشتاق الفؤاد لأنسه، فقال في نفسه على السريع عشرة دقائق أسلم عليه ولو كنت على عجلة من أمري، فلقاءه زاد للطريق؛ فزرته فكان فرحه بي أشد من فرحي به وبعد ضيافته لي وترحيبه بي، قال وقد ظهر عليه نوع همّ: أشكرك على زيارتك وعندي أمور أريد مشاورتك وسماع رأيك بها، وخاصة حاليًا أمر أزعجني ويزعجني منذ سنوات عدة، وقلت والله على عجلة من أمري وأمامي ثلاث ساعات من الخط، لكن ما طابت النفس إلا برؤيتكم فهات على السريع ما عندك من الأمر والله يخفف عليك، ومع همّك ووصفك تعلوك الابتسامة كعادتك ولله الحمد.

فقال: وقد تنهد لي أخ أصغر الإخوة لما توفي الوالد كان عمره خمس سنوات وراعيته أشد الرعاية لأنه وصية الوالد ويتيم وحرصت به أشد الحرص ومعي الإخوة والأخوات لهم دور كبير لا شك بذلك، وكان الحمل الأكبر عليّ لبري للوالد رحمه الله، وكبر الولد وتخرج من الثانوية بمعدل ليس بكبير تؤهله بالدراسات بالجامعات الحكومية ودخل جامعة خاصة وكنت أساعده ولكن لظروف شديدة لم استطع السداد عنه مما جعله يتغير علي ويلومني أني مقصر بحقه بل لا يتواصل ويجفو ويعاملني بكل نكران وكأني ما بذلت له خير قط بل يرى أني سبب دماره لكثرة توجيهي وحبي له ونصحه وهذا الأمر جداً ازعجني وأرقني ,اثر عليّ وتفكيري ونفسيتي هل الانسان يصل لهذه الدرجة.
فقلت: الحل بسيط ويسير وسهل جدًا.
قال: بو سهل الله يهديك ويسهل عليك كل هذا وتقول سهل، كيف؟
قلت [ما نصه فيما أذكره أو مضمونه]: الحل بارك الله فيك نقطتين لك وأربعة قواعد لك في كيفية التعامل معه ومع غيره القريب لك والغريب عنك
النقطتين التي لك
الأولى: قوله تعالى: ﴿إِنَّ الْإِنسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ (6) وَإِنَّهُ عَلَى ذَلِكَ لَشَهِيدٌ (7)﴾ العاديات، أي أنه لجحود لنعم الله وهو شاهد على ذلك بحاله أو بأقواله، ﴿فَأَمَّا ٱلۡإِنسَٰنُ إِذَا مَا ٱبۡتَلَىٰهُ رَبُّهُۥ فَأَكۡرَمَهُۥ وَنَعَّمَهُۥ فَيَقُولُ رَبِّيٓ أَكۡرَمَنِ (15) وَأَمَّآ إِذَا مَا ٱبۡتَلَىٰهُ فَقَدَرَ عَلَيۡهِ رِزۡقَهُۥ فَيَقُولُ رَبِّيٓ أَهَٰنَنِ(16)﴾ الفجر، فإذا كان الطبع الإنساني هذا مستواه مع ربه وخالقه وواجده الذي سخر له كل سبل الحياة لأجله وخلق الأرض وكل ما فيها لأجله ومع ذلك كنود جاحد لربّه ويرى خالقه مهين له إذا ابتلاه وضيق عليه رزقه، فما أنت تريد أنت، وما تحصل أنت وماذا ترجوه أنت، مَن أنتظر نتيجة من البشر فالخيبة والألم له كانت له الحشر، ومن كمال العقل توقع اللا متوقع، وهي قاعدة الثامنة في ضمن المذكرات التي أهديتها لك في مهارات متعة السعادة الحياتية
الثانية: كل ما قدمته لهذا الولد ولغيره وما تستخدمه لعيالك وزجك وللناس كلهم ليس لك فيهم منّة لأن كل ما تقدمه هو إحسان لنفسك أنت فقط، فأنت المستفيد في الدنيا والآخرة ولذلك أعمالك الحسنة وإحسانك للناس وين تجده كما صح عن رسول الله أنه قال عن الميت في القبر: ويأتيه رجل حسن الوجه، طيب الريح، فيقول له: أبشر بالذي يسرك، فيقول الميت من أنت فوجهك الوجه الذي يأتي بالخير؟ فيقول أنا عملك الصالح”.، والله يقول لنا: ﴿إِنۡ أَحۡسَنتُمۡ أَحۡسَنتُمۡ لِأَنفُسِكُمۡۖ وَإِنۡ أَسَأۡتُمۡ فَلَهَاۚ ﴾ الإسراء، فهذا الإحسان الذي قدمته لأخيك هو بنص الآية إحسان لنفسك، فأحسن له تحسن فقط لنفسك، أو لا تحسن لأخيك باختيارك. وهذه القاعدة العظيمة إحسانك لنفسك فيها فائدتين العظيمتين بنسبة لي أو أولاً: تجعلني مخلص لا أريد رياء ولا سمعة ولا شهرة فإنه ليس بالعقل والمنطق من يشرب أو يأكل أو ينام لأجل الناس بل لأجل نفسه فإحسانك يرجع لك فقط فلا تنتظر مقابل
ثانياً: ليس لي فضل ولا منّة على أحد لا قريب ولا بعيد لا عيال وناس وإنما حقوق فرضها الله كالنفقة على من تجب النفقة لأمر الله أو زائد وإحسان لهم أقدمه لنفسي أنا ونقطة على سطر.
هذا كله لك فقط وليس لأخيك أي توجيه أما كيف تتعامل معه فمن خلال أربعة قواعد مختصرة فالوقت لا يسعفني البسط
1- الاحترام والتقدير والتكريم له لأن هذا أمر الله من جهة ومن جهة لأنك محترم وكريم ومقدر فصفاتك تعكسها على الناس ومن جهة ثالثة هو أخوك مهما حصل منه ويقول رسول الله: “لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه”
2- حسن الخطاب وجميل المنطق وعذب المناداة وجود الحديث طاعة وعبادة لله كما أمر فقال سبحانه {وقول للناس حسنًا}
3- الحلم والرحمة والشفقة وتنكر الأجيال على لآباء والإخوان والأصحاب ظاهرة فاشية نعوذ بالله وكما يجب الصدقة على الفقراء في المعيشة والجياع في الطعام فتجب الصدقة بالتحمل والصبر على فقراء العقول وجياع المشاعر وعديمي الإحساس والتقدير، فمن صفات الله التي يحبها أن يرى أثرها على عباده بينهم العفو والرحمة واللطف والرفق
4- الحزم معه وشدة عليه وتقزيمه وإحجامه وعدم الرد عليه وتهميشه حتى يعرف حدوده ويدرك منزلتك ويرجع له رشده، وهذه حماية لذاتك وصيانة لجانبك فالإنسان كائن متوحش طائش وصدق حزن المخزومي حيث قال: يا رسول الله السهل يوطأ ويمتهن”
وكن قوياً بحق وبالحق فالناس تعظم وتحترم القوي ولو كرهته وتحتقر الضعيف ولو أحبته أو رحمته.
فأرسل لي بعدة فترة برسالة ببلاغته الساحرة وعبارته الزاخرة، قد فرحة بها غاية الفرح لتصالحه مع أخيه يقول فيها:
رفع الله قدرك وأصلح حالك، كما أصلحت حالي مع إخوتي بنصائحك القيمة
وآرائك السديدة ومشورتك الرشيدة وفكرك الذي حوى كل شاردة بعيدة…
فقد أنرت لي الدرب وأرضيت بتنفيذ ما أمرتني به الرب
فنلت مع الإخوة حلو الوصل وشربت معهم من نبع الحب
ولسان حالي كلسان حال الذي ألقي في الجب…
ظُلم فصبر وأعطي فشكر وجمع له بأهله كما جاء في الأثر …
فالجفاء والهجر ليس من سنة نبي الله الذي أرسل لكافة البشر والصفح والعفو والحلم لوجه الله وعند الله خير مدخر ….

جزاكم الله خيرا

محبكم/………….

👋 مرحباً؛  يسعدنا وجودك👋

اشترك معنا ليصلك كل جديد ومميز

لا نستخدم بريدك للدعايا ولا للإزعاج

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع غيرك لتعم الفائدة

No Comments

Post A Comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.


نوصيك بقراءة
JTNDaW1nJTIwJTBBc3R5bGUlM0QlMjJkaXNwbGF5JTNBJTIwaW5saW5lLWJsb2NrJTIwJTIxaW1wb3J0YW50JTNCJTIyJTBBY2xhc3MlM0QlMjJ2Y19zaW5nbGVfaW1hZ2UtaW1nJTIwJTIyJTIwc3JjJTNEJTIyaHR0cHMlM0ElMkYlMkZtYWZhdGloYWxraGFpci5jb20lMkZ3cC1jb250ZW50JTJGdXBsb2FkcyUyRjIwMjElMkYwOSUyRmxpZ2h0QnJhaW4tMTAweDEwMC5wbmclMjIlMjBhbHQlM0QlMjJsaWdodEJyYWluJTIyJTIwdGl0bGUlM0QlMjJsaWdodEJyYWluJTIyJTIwd2lkdGglM0QlMjI4MCUyMiUyMGhlaWdodCUzRCUyMjgwJTIyJTNFJTBBJTBBJTNDaDMlMjAlMEFzdHlsZSUzRCUyMmRpc3BsYXklM0ElMjBpbmxpbmUtYmxvY2slMjAlMjFpbXBvcnRhbnQlM0IlMjB0ZXh0LWFsaWduJTNBJTIwY2VudGVyJTNCZm9udC1mYW1pbHklM0FBYnJpbCUyMEZhdGZhY2UlM0Jmb250LXdlaWdodCUzQTIwMCUzQmZvbnQtc3R5bGUlM0Fub3JtYWwlMjIlMjBjbGFzcyUzRCUyMnZjX2N1c3RvbV9oZWFkaW5nJTIyJTNFJUQ5JTg2JUQ4JUE3JUQ5JTg1JUQ5JTg4JUQ4JUIzJTIwJUQ4JUE3JUQ5JTg0JUQ4JUE3JUQ4JUIzJUQ4JUFBJUQ4JUI0JUQ4JUE3JUQ4JUIxJUQ4JUE5JTNDJTJGaDMlM0U=[vc_column width="1/4"][vc_column width="3/4"] المستشار: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. أولا: أسأل الله عز وجل العلي…
0