86: هذه الخطوبة مفتاح شر على الزواج► تجارب اجتماعية

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع غيرك لتعم الفائدة

lightBrain

ناموس الاستشارة

المستشير:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته يا استاذي كانت عندنا خطوبة وما توضحت الأمور ما هو الأفضل والأسلوب الأنسب لجلوس الخاطب أكثر من مرة أم مرة واحدة تكفي؟

المستشار: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، يا مرحبا وحياكم الله وبياكم، أسأل الله أن يوفقنا وإياكم لكل خير وبر وإحسان وأن يوفقنا جميعا لما يحبه ويرضاه.
كم كانت المدة الزمنية لها ومن كان متواجد وما طقوس الخطبة؟
قال: يمكن ربع ساعة إلى 20 دقيقة وكان الكل حاضر أهل الولد وأهل البنت؟
المستشار: ما شاء الله هذه حفلة لا خطوبة وربع ساعة حتى الأشعة ما يمكن بربع ساعة هذه ما هي بخطبة صحيحة وهذه الخطوبة مفتاح شر على الزواج أو مفتاح خير وسعادة
عن عدد المرات والزمن بين الخاطب والمخطوبة والجلوس معًا، فهو بحسب الحاجة فقد تكون مرة أو مرتين أو ثلاث، لقوله عليه الصلاة والسلام: «هل نظرت إليها» فقال: لا قال : «انظُرْ إليها فإنه أحرى أن يُؤدَمَ بينكما»، وقوله عليه الصلاة والسلام: «إذا أراد أحدُكم أن يتزوَّجَ المرأةَ ، فإن استطاع أن ينظُرَ منها إلى ما يدعوه إلى نِكاحِها فليفعَلْ».
وفي واقع الاستشارات الحالي، القضية ليست قضية اكتفاء بالرؤية، لا، اليوم صار الوضع يختلف، لأن الرؤية كانت كافية قبل خمسين أو ستين سنة أو في قرى بعيدة عن الانبطاح العالمي لثقافة الغرب الغالبة في يومنا هذا، سواء بسبب الاحتكاك المباشر أو عبر ما تنتجه وسائل التواصل الحديثة، ولا أقول الانفتاح العالمي لأن الفتح والانفتاح كلمات جميلة وكلمات مؤثرة إيجابية على الحياة، وخلاف ذلك لا يكون انفتاح بل انتفاخ بالمشاكل بسبب الانبطاح لكل من يقذف من السخافات.
الذي أراه أنه لا تكفي الرؤية ولا الرؤيتين ولا الجلسة أو الجلستين، واكتفاء الخاطب أو المخطوبة بمدة أقل من ساعات بالنسبة لي ليست خطبة لاستكشاف ما وراء الصور الشاخصة. هل من المعقول أن يشتري الشخص رجل أو امرأة بمئات آلاف سيارة لا يعرف عنها شيء ولا يستشير فيها من أول مرة ذهب بها لوكالة السيارات، الخطبة هي أن تعرف المرأة ما وراء هذا الجسم الجثمان الذي أمامها، ويفهم الرجل ما وراء هذا الكيان الذي أمامه، ما هي أفكاره وعواطفه ونظرته المستقبلية وطموحاته وآماله ومستوى عقله وإدراكه، وهي أسئلة كثيرة جدًا من خلالها يتضح الأمر.
ما هي المعايير التي أخطب بها أي امرأة؟ وما هي المعايير التي أختار بها لبنتي رجل؟ كل هذه الأسئلة وغيرها تحدد الأمر والخطبة ليست مجرد رؤية عابرة وإنما هي أوسع من ذلك.
ولعل أبسط تثميل للمسألة حتى تكون الصورة واضحة، هو أن يعرف كل من الطرفين عن الطرف الآخر الاسم والعمر والمستوى الدراسي والتوجهات والميول والوظيفة والهوايات والعلاقات الاجتماعية لكل من الطرفين، علاقته الاجتماعية مع والديه، وعلاقته الاجتماعية بين الإخوان وبين الأخوات، فكلما كثر التعارف والتساؤل كلما كان أنفع، ومنه قوله تعالى: ﴿وَجَعَلناكُم شُعوبًا وَقَبائِلَ لِتَعارَفوا١٣﴾ الحجرات، فإذا كانت حكمة التشريع في الشعوب والقبائل هو التعرف والتعريف، فمن أعظم التعارف الذي به بداية التعريف الأساسي هو الخطبة، فكلما كان التعارف أكثر كلما زادت الأسباب والدوافع للزواج.
الاستفسار مثلا عن الأوضاع المادية، هل عليه ديون؟ وهل هي عليها ديون؟ النظرة التي يريدها الرجل أو المرأة والطموح الذي كانت تريده المرأة، القراءات والهوايات والمواهب، ماذا يتابع في وسائل التواصل ومن الأشخاص الذي يتابعهم في حساباته كل ذلك له تأثير كبير جدا.
أيضا من باب اختبار عقل الرجل أو عقل المرأة، أن يسأل أحدهما الطرف الآخر كأن تسأل المرأة الرجل عن رأيه فيمن يخبر أهله وأمه عن مشاكله الزوجية، أو أن يسأل الرجل الفتاة عن رأيها في الفتاة التي تخبر أهلها وذويها أو صاحباتها بمشاكلها الأسرية، وإذا اختلفنا فما هي الحلول المقترحة عندك؟ وإذا تنازعنا في تسمية مولود؟ وكم عدد الأبناء الذين نتوقع أننا سننجبهم؟ ما هي الاقتراحات التي عندك إذا صارت مشكلة كبيرة جدًا وعويصة بيننا؟ كل هذه الأسئلة تبين مكنونات الطرف الآخر.

كيف تكون ميزانية الصرف؟ ما هو تصور الطرف الآخر عن الزواج؟ لماذا أنت تريد الزواج؟ لماذا وافقتم علي؟ ولماذا أخترتني؟ أو اخترت من بيتنا؟ هل تستطيع أن تكتب لي الآن أو تعطيني أربعين أو عشرين أو خمسة عشر هدفا لزواجك أو لزواجكِ بشكل عام؟ لماذا قبلتي بي أو أن تقول المرأة لماذا تقدمت لي؟ متى يؤذن لصلاة الفجر أو العصر؟ ومتى تقام الصلاة؟ ههههههه
هذه كلها مهمة جدا تعطي فكرة وتصور، وكلما كان الكلام في الخطبة كثيرا واضحا كلما سينعكس تماما في العلاقة الزوجية المستقبلية.

أن تكون المعايير أو المقاييس واضحة: ما هو المقياس الصحيح لاختيار الزوج إن تقدم رجل لأختي على سبيل المثال؟ من الذي سأختاره لابنتي أو التي سأختارها لابني؟ فنبدأ بالتوافق بشكل عام، فقد يكون المعيار هو التوافق الديني كما قال النبي عليه الصلاة والسلام: «إذا خَطَب إليكم مَن تَرْضَوْنَ دِينَه وخُلُقَه»، وقد يكون المعيار الخيرية من حيث القوة والأمانة كما ﴿قالَت إِحداهُما يا أَبَتِ استَأجِرهُ إِنَّ خَيرَ مَنِ استَأجَرتَ القَوِيُّ الأَمينُ٢٦﴾ القصص، وأن يكون رجلا قواما على أهله، ليس قوام بمعنى أنه يضرب ويضارب، وإنما عنده القدرة على القيام بأهله وتحمل مسؤوليتهم، وأيضا أن يكون رجل ما عرف بسوءٍ قط سابقاً، ﴿قُلنَ حاشَ لِلَّهِ ما عَلِمنا عَلَيهِ مِن سوءٍ٥١﴾ يوسف، فلا تعرف عنه منكرات ظاهرة، مصل للصلوات الخمس وبعيد عن المحرمات والجوانب المماثلة.

أيضا أن يكون خيِّراً، فينظر في تعامل هذا الولد الشاب مع أخواته وبنات أخته وبنات أخيه، مهم جدا، هل فيه خير لأمه؟ هل فيه خير لأخواته؟ هل فيه خير لخالاته وعماته وبناتهن؟ هل هذا الرجل لين مداري سياسي داهية؟ هل عنده قدرة على الصبر؟

وإذا تقدم لامرأة أغنى منه في المال، فهل يكون عنده طمع في مالها؟ كما قال سليمان – عليه السلام: ﴿أَتُمِدّونَنِ بِمالٍ فَما آتانِيَ اللَّهُ خَيرٌ مِمّا آتاكُم﴾ هذه من الأشياء التي جعلت بلقيس تعجب بشخصية سليمان عليه الصلاة والسلام، وهذه معايير معينة كمثال فلو كنت أنا رجل أختار منها كقاعدة بيانات أو كنت أب فاختار منها معايير زوج المستقبل لابنتي أو لأختي.
وإذا أريد أن أخطب لولدي فما هي المعايير للزوجة التي سترتبط به؟ من أهم المعايير أن تكون المرأة ذات دين، والدين المقصود في جميع الأحاديث الواردة في ديانة المرأة في العلاقة الزوجية هو حسن الطاعة وحسن التبعل للزوج كمثال، وهذا المعنى في قوله عليه الصلاة والسلام: «فاظفر بذات الدين تربت يداك»، وقوله ﷺ عن المرأة الصالحة: «التي تسرُّه إذا نظر، وتطيعُه إذا أمر، ولا تخالفُه في نفسِها ومالها بما يكره»، وأن تكون امرأة ودود فيها عطف وفيها حنان، ولود عؤود، وهذه الصفات تعرف عن طريق أمها وأخواتها، فلو مثلا كان عندها خمس أخوات في حياة زوجية مستقرة، وأمها- ما شاء الله – منجبة لأبناء ستة أو سبعة أو ثمانية وحياتها مستقرة، وأمها تعظم أبوها، وكذلك علاقة البنت هذه بإخوانها، هل تطيع أخاها الأصغر أو لا تطيعه؟ فهذا مهم جدا.
من المعايير كذلك أن تكون عندها القدرة على التعظيم والتوقير لأبيها وجماعتها، وعندها حسن السمع وجمال الطاعة فيما ليس فيه منكر وفيما هو معروف، وأن لا تمد عينيها إلى الغير فتكون عندها قناعة ورضى، فلا تقول: فلانة عندها وأنا أريد عرسي يكون مثل فلانه وأريد أن ألبس مثل فلانة، وأن تكون استقلالية إيجابية فتكون مستقلة الشخصية لكن بإيجابية، لها رأيها الخاص بها، تطيع كلام إخوانها وأهلها وأمها لكن لها نكهتها الخاصة في هذه الأمور.

ثم يحدد بعد ذلك التوافق النفسي والتوافق الاجتماعي والتوافق الخلقي والتوافق العلمي، هذه كلها ذات تأثير – بارك الله فيكم – وتعتبر الخطبة بهذه النقاط الأساسية مفتاح للسعادة الزوجية، الخطبة الناجحة الواضحة البينة التي ليس فيها خبايا ولا عيوب ولا أخطاء.
فتكون صريح فيها، إن كان الولد عنده سكري فيبين أن الولد عنده سكر، وكذلك البنت إن كان عندها إشكاليه أو سكري تبين ذلك، مش يكون الولد مسوي قص للمعدة أو هي مسويه قص للمعدة ثم في ليلة العرس كل واحد يتفاجأ بترهلات وكثبان رملية كأنهم في صحراء يفحط فيها، فيصبح أحدهما يفحط بهموم وطلاق وغير ذلك، لا، كل العيوب المتوقعة تبين للطرف الآخر فيكون الزواج شفاف.
الزواج وغير الزواج يقومون على قاعدتين أساسيتين أشار إليهما النبي صلى الله عليه وسلم في باب البيوع، لأنه من باب المعاملات، قال: «الْبَيِّعانِ بالخِيارِ ما لَمْ يَتَفَرَّقا، فإنْ صَدَقا وبَيَّنا بُورِكَ لهما في بَيْعِهِما» والبركة هي المكوث والنماء والزيادة، وسميت البِركُ من البِركَةِ وهي الحوض الثابت، فالبركة هنا تحتاج إلى قاعدتين:
القاعدة الأولى: الصدق، فنكون صادقين مقبلين على الزواج أو العمل أو التجارة.
القاعدة الثانية: البيان، فنبين كل الإيجابيات والجماليات وأن نبين كل العيوب الموجودة، فلا أظهر بنتي كاملة جميلة كأنها صحابية ثم يتفاجأ زوجها بأن بنت فرعون خير منها، ولا أبين ولدي بأنه ولد أبي بكر الصديق – رضي الله عنه – آخر شي يطلع ولدي ولد أبي جهل وغيره من حثالة الناس، لا!
هذا المقصد – بارك الله فيكم – وأرجو أني استوعبت الموضوع ووعيتكم وسلطت لكم الضوء، سواءً كنت أنت صاحب الشأن أو كان شابا أو فتاة أو أُمــًا أو أبـــًا، وأنا آسف على الإطالة.

👋 مرحباً؛  يسعدنا وجودك👋

اشترك معنا ليصلك كل جديد ومميز

لا نستخدم بريدك للدعايا ولا للإزعاج

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع غيرك لتعم الفائدة

No Comments

Post A Comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.


نوصيك بقراءة
JTNDaW1nJTIwJTBBc3R5bGUlM0QlMjJkaXNwbGF5JTNBJTIwaW5saW5lLWJsb2NrJTIwJTIxaW1wb3J0YW50JTNCJTIyJTBBY2xhc3MlM0QlMjJ2Y19zaW5nbGVfaW1hZ2UtaW1nJTIwJTIyJTIwc3JjJTNEJTIyaHR0cHMlM0ElMkYlMkZtYWZhdGloYWxraGFpci5jb20lMkZ3cC1jb250ZW50JTJGdXBsb2FkcyUyRjIwMjElMkYwOSUyRmxpZ2h0QnJhaW4tMTAweDEwMC5wbmclMjIlMjBhbHQlM0QlMjJsaWdodEJyYWluJTIyJTIwdGl0bGUlM0QlMjJsaWdodEJyYWluJTIyJTIwd2lkdGglM0QlMjI4MCUyMiUyMGhlaWdodCUzRCUyMjgwJTIyJTNFJTBBJTBBJTNDaDMlMjAlMEFzdHlsZSUzRCUyMmRpc3BsYXklM0ElMjBpbmxpbmUtYmxvY2slMjAlMjFpbXBvcnRhbnQlM0IlMjB0ZXh0LWFsaWduJTNBJTIwY2VudGVyJTNCZm9udC1mYW1pbHklM0FBYnJpbCUyMEZhdGZhY2UlM0Jmb250LXdlaWdodCUzQTIwMCUzQmZvbnQtc3R5bGUlM0Fub3JtYWwlMjIlMjBjbGFzcyUzRCUyMnZjX2N1c3RvbV9oZWFkaW5nJTIyJTNFJUQ5JTg2JUQ4JUE3JUQ5JTg1JUQ5JTg4JUQ4JUIzJTIwJUQ4JUE3JUQ5JTg0JUQ4JUE3JUQ4JUIzJUQ4JUFBJUQ4JUI0JUQ4JUE3JUQ4JUIxJUQ4JUE5JTNDJTJGaDMlM0U=[vc_column width="1/4"][vc_column width="3/4"] وعليكم السلام ورحمة وبارك الله في زوجتك وذريتك وزادكم حباً وتشاورًا العجيب…
0