
ناموس الاستشارة
سلام عليكم،
كنت أريد رأيك بخصوص موانع الحمل للزوجة، فعندنا 4 عيال وراء بعض مدة فارق العمر بينهم حول سنة، ومع حرصنا في جعل فترات متباعدة لكن يحصل الحمل، وعندنا رضيع حول 6 شهور ويرضع والزوجة تريد تأخذ مانع الحمل فترة زمنية وتقول هي مشغولة عني ولا تجد وقت لي لكثرة الانشغال للعيال، فقلت أشاورك في ذلك لأني أرغب بكثرة العيال والذرية كما حث به الرسول صلى الله عليه وسلم وقال أنه مباهي بنا الأمم يوم القيامة.
وعليكم السلام ورحمة وبارك الله في زوجتك وذريتك وزادكم حباً وتشاورًا
العجيب أن مثل هذا الأمر مر عليَّ سلفًا من أسابيع، فقد مر عليَّ شاب عنده ثلاث عيال خلال خمس سنوات من زواجه، لعل خطب الجمعة في الفترة السابقة أثمرت في رغبة الرجال لزيادة عدد المواليد ما شاء الله ههههه
إن من جمال الفكر وكمال العقل ألا ينقطع المرء في الاستشارة ما أشكل عليه وتردد في نفسه، والأجمل تقبله محاورة أهله وزوجه في شئون الأسرة والعيال كما قال الله عن الزوجين بخصوص الفصال، أي قطع الرضاعة عن طفلهم
﴿ فَإِنْ أَرَادَا فِصَالًا عَن تَرَاضٍ مِّنْهُمَا وَتَشَاوُرٍ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا ۗ وَإِنْ أَرَدتُّمْ أَن تَسْتَرْضِعُوا أَوْلَادَكُمْ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِذَا سَلَّمْتُم مَّا آتَيْتُم بِالْمَعْرُوفِ ۗ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ٢٣٣﴾ البقرة،
فعلق الأمر بتشاور وتراض الوالدين فكل ما هو متعلق في العيال من الإنجاب والرضاعة وتربيتهم ونشأتهم وحياتهم مبنية بالتشاور والتراضي، وطلبك للمشورة داخل في التَّعمل بالآية الكريمة، وعلى ذلك تراجع الزوجة وحسن طيب لو رضيت بذلك وذهبت معها عند الدكتورة النسائية المختصة لمعرفة المنع المؤقت الأنسب، شريحة توضع على الكتف أم حبوب أم غير ذلك فالطبية أعلم من ذلك وتؤخذ مشورتها الطبية في ذلك.
ومن باب التنبيه لك، اهتم بزوجتك وخذ كلامي محمل الجد، فعلى الخبير وقعت وعلى بصير كلامه سمعت، فمِن نعيم النوادر اليوم ما يمر عليَّ امرأة تقول لزوجها أنا مشغولة عنك ولا أكاد أجد وقت لنا بسبب العيال وتسمعك هذا الكلام، ولو كان لها مآرب أخرى فهذا من تنطيق المشاعر، ولعل الشيء الوحيد الذي جعلك تشاورني هو هذا، فإنها “وهي صادقة إن شاء الله” أظهرت مشاعرها وحرصها عليك وبينت تقصيرها بحقك بسبب عيالك وما شاء الله عليها، وأخروا الانجاب مؤقتًا للتنظيم، واستمتعا بشبابكما وامرحا وافرحا بالخيرات قبل هجمة المشيب والعجز فعجلة الحياة سريعة جدًا.
أما تنظيم الأعمار بين الأبناء فهذا منصوص به في قوله تعالى: ﴿وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلَادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ ۖ لِمَنْ أَرَادَ أَن يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ ٢٣٣﴾ البقرة، فالرضاعة الكاملة المستوفية ما كانت للطفل سنتين كاملتين يعني ذلك لا حمل خلال السنتين وهذا يلزم منه العزل وقال جابر رضي الله عنه: “كنا نعزل والقرآن ينزل” يقصد لو كان حرامًا لنهى الله عنه، والفقهاء ينصون أنه لا بد من موافقة الزوجة للعزل فمن حقها الأمومة، فلا يمنع الزوج الحمل والإنجاب من زوجته بدون رضاها، وهذا ظلم لها وتعدٍ على حقها الفطري، فالأصل أن رغبة الأنثى بالأمومة أعظم فطرة من رغبة الرجل بالأبوة، فقد تتمنى وتشتهي المرأة الأمومة كاشتهائها للأطعمة والزينة، فالأجنة والأطفال والبنون لها زينة الحياة الدنيا ومن أعظم الأدوار لكيانها بل أشد من أي رغبات.
ومن اللطائف في هذا الباب ما قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لقد هممت أن أنهى عن الغيلة، فنظرت في الروم وفارس، فإذا هم يغيلون فلا يضر أولادهم ذلك شيئاً” رواه مسلم، والغيلة معاشرة الرجل لزوجته في زمن الرضاعة، فكاد رسول الله أن ينهى عن ذلك حتى لا يحصل حمل فيفسد لبن الأم عن الرضيع فيتضرر من ذلك ولا يتقوى به، وتكون الأم في جهد وإرهاق بين الرضاعة واستهلاك الرضيع طاقتها وبين الوهن والتعب والضعف الذي ينتابها بسبب الحمل، فلما ذكر له ورأى أن أهل الروم وأهل فارس يفعلون ذلك ولا يضر عيالهم ترك النهي عن الغيلة أي معاشرة الزوجة حال الرضاعة.
وهذا يظهر لك مدى رحمة رسول الله وحرصه على الأطفال الرضع وعلى الأمهات المرضعات وصدق الله فيه حيث قال بمحمد ﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ١٠٧﴾ الأنبياء، وقال الله: ﴿لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ١٢٨﴾ التوبة، ويظهر لك مدى كمال وتمام وجمال وإصلاح الإسلام لجميع شؤون الحياة الزوجية والاستشارية بل وحتى النظر والاستفادة من التجارب الدنيوية والبشرية الجيدة والمشتركة بين الناس من الأمم المجاورة، ولو كانت مخالفة لنا، بل نحن مع محافظة ديننا وميراثنا والتمسك والاعتزاز بمبادئنا الربانية منفتحون على الأخرين مفيدون لهم ومستفيدون منهم مؤثرين بهم في جميع جوانب الحياة ومتأثرين بهم في السبل الدنيوية بلا تنازل ولا إعراض عن هوياتنا، فنحن كزيت الزيتون المبارك مهما اختلط بالبحار والأنهار وكل سوائل الدنيا يحافظ على خصائصه وكينونته لأنه من شجرة مباركة زيتونة لا شرقية ولا غربية يكاد زيتها يضيء ولو لم تمسسه نار، نورٌ على نور يهدي الله لنوره من يشاء.
واسمع عن أقرب قصة استشارية كنت طرف فيها حضوريًا بخصوص منع الحمل، جلست مع زوجين بحضور والديهما للإصلاح، فكان من ضمن نقاط شكاية الزوج، أنها لا تريد الحمل فقلت له: هل تمنع عنك وترفض الفراش؟
قال لي: لا
قلت لها: لماذا ترفضين الحمل؟
قالت: اسأله متى كان هذا؟ وهل كان عنده علم وموافق؟ ومن كان يشتري لي حبوب منع الحمل؟ حتى يشتكي لك من هذا الأمر؟
قلت: أريد جوابك عن أسئلة زوجتك؟
قال: وهو منكس رأسه كان من شهور سابقة وكلمتني لأجل إتمام رضاعة الولد وأنا الذي كنت أشتري لها الحبوب.
فقلت له: أنت تشتري لها الحبوب وتشتكي منها وضحكت واستغرب والد البنت وأنهى الحوار بحزم وقمنا وخرجنا ونحن في استغراب واستنكار، وما عاش وخالط الناس رأى العجب وما يجلب الجلطات.
هذه كانت استشارتك وأما الأمور الطبية ترجعون فيها إلى الدكاترة أهل الاختصاص، أما أمور الفتوى فهي للجهات المختصة من حيث الأحكام الفقهية المتعلقة بقضايا منع الحمل حلالاً أو حرامًا.
والله يرزق الجميع بمن يهتم فيهم ويحرص عليهم ويظهر قدرهم وقيمتمهم هههه
اللهم آمين
العجيب أن مثل هذا الأمر مر عليَّ سلفًا من أسابيع، فقد مر عليَّ شاب عنده ثلاث عيال خلال خمس سنوات من زواجه، لعل خطب الجمعة في الفترة السابقة أثمرت في رغبة الرجال لزيادة عدد المواليد ما شاء الله ههههه
إن من جمال الفكر وكمال العقل ألا ينقطع المرء في الاستشارة ما أشكل عليه وتردد في نفسه، والأجمل تقبله محاورة أهله وزوجه في شئون الأسرة والعيال كما قال الله عن الزوجين بخصوص الفصال، أي قطع الرضاعة عن طفلهم
﴿ فَإِنْ أَرَادَا فِصَالًا عَن تَرَاضٍ مِّنْهُمَا وَتَشَاوُرٍ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا ۗ وَإِنْ أَرَدتُّمْ أَن تَسْتَرْضِعُوا أَوْلَادَكُمْ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِذَا سَلَّمْتُم مَّا آتَيْتُم بِالْمَعْرُوفِ ۗ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ٢٣٣﴾ البقرة،
فعلق الأمر بتشاور وتراض الوالدين فكل ما هو متعلق في العيال من الإنجاب والرضاعة وتربيتهم ونشأتهم وحياتهم مبنية بالتشاور والتراضي، وطلبك للمشورة داخل في التَّعمل بالآية الكريمة، وعلى ذلك تراجع الزوجة وحسن طيب لو رضيت بذلك وذهبت معها عند الدكتورة النسائية المختصة لمعرفة المنع المؤقت الأنسب، شريحة توضع على الكتف أم حبوب أم غير ذلك فالطبية أعلم من ذلك وتؤخذ مشورتها الطبية في ذلك.
ومن باب التنبيه لك، اهتم بزوجتك وخذ كلامي محمل الجد، فعلى الخبير وقعت وعلى بصير كلامه سمعت، فمِن نعيم النوادر اليوم ما يمر عليَّ امرأة تقول لزوجها أنا مشغولة عنك ولا أكاد أجد وقت لنا بسبب العيال وتسمعك هذا الكلام، ولو كان لها مآرب أخرى فهذا من تنطيق المشاعر، ولعل الشيء الوحيد الذي جعلك تشاورني هو هذا، فإنها “وهي صادقة إن شاء الله” أظهرت مشاعرها وحرصها عليك وبينت تقصيرها بحقك بسبب عيالك وما شاء الله عليها، وأخروا الانجاب مؤقتًا للتنظيم، واستمتعا بشبابكما وامرحا وافرحا بالخيرات قبل هجمة المشيب والعجز فعجلة الحياة سريعة جدًا.
أما تنظيم الأعمار بين الأبناء فهذا منصوص به في قوله تعالى: ﴿وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلَادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ ۖ لِمَنْ أَرَادَ أَن يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ ٢٣٣﴾ البقرة، فالرضاعة الكاملة المستوفية ما كانت للطفل سنتين كاملتين يعني ذلك لا حمل خلال السنتين وهذا يلزم منه العزل وقال جابر رضي الله عنه: “كنا نعزل والقرآن ينزل” يقصد لو كان حرامًا لنهى الله عنه، والفقهاء ينصون أنه لا بد من موافقة الزوجة للعزل فمن حقها الأمومة، فلا يمنع الزوج الحمل والإنجاب من زوجته بدون رضاها، وهذا ظلم لها وتعدٍ على حقها الفطري، فالأصل أن رغبة الأنثى بالأمومة أعظم فطرة من رغبة الرجل بالأبوة، فقد تتمنى وتشتهي المرأة الأمومة كاشتهائها للأطعمة والزينة، فالأجنة والأطفال والبنون لها زينة الحياة الدنيا ومن أعظم الأدوار لكيانها بل أشد من أي رغبات.
ومن اللطائف في هذا الباب ما قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لقد هممت أن أنهى عن الغيلة، فنظرت في الروم وفارس، فإذا هم يغيلون فلا يضر أولادهم ذلك شيئاً” رواه مسلم، والغيلة معاشرة الرجل لزوجته في زمن الرضاعة، فكاد رسول الله أن ينهى عن ذلك حتى لا يحصل حمل فيفسد لبن الأم عن الرضيع فيتضرر من ذلك ولا يتقوى به، وتكون الأم في جهد وإرهاق بين الرضاعة واستهلاك الرضيع طاقتها وبين الوهن والتعب والضعف الذي ينتابها بسبب الحمل، فلما ذكر له ورأى أن أهل الروم وأهل فارس يفعلون ذلك ولا يضر عيالهم ترك النهي عن الغيلة أي معاشرة الزوجة حال الرضاعة.
وهذا يظهر لك مدى رحمة رسول الله وحرصه على الأطفال الرضع وعلى الأمهات المرضعات وصدق الله فيه حيث قال بمحمد ﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ١٠٧﴾ الأنبياء، وقال الله: ﴿لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ١٢٨﴾ التوبة، ويظهر لك مدى كمال وتمام وجمال وإصلاح الإسلام لجميع شؤون الحياة الزوجية والاستشارية بل وحتى النظر والاستفادة من التجارب الدنيوية والبشرية الجيدة والمشتركة بين الناس من الأمم المجاورة، ولو كانت مخالفة لنا، بل نحن مع محافظة ديننا وميراثنا والتمسك والاعتزاز بمبادئنا الربانية منفتحون على الأخرين مفيدون لهم ومستفيدون منهم مؤثرين بهم في جميع جوانب الحياة ومتأثرين بهم في السبل الدنيوية بلا تنازل ولا إعراض عن هوياتنا، فنحن كزيت الزيتون المبارك مهما اختلط بالبحار والأنهار وكل سوائل الدنيا يحافظ على خصائصه وكينونته لأنه من شجرة مباركة زيتونة لا شرقية ولا غربية يكاد زيتها يضيء ولو لم تمسسه نار، نورٌ على نور يهدي الله لنوره من يشاء.
واسمع عن أقرب قصة استشارية كنت طرف فيها حضوريًا بخصوص منع الحمل، جلست مع زوجين بحضور والديهما للإصلاح، فكان من ضمن نقاط شكاية الزوج، أنها لا تريد الحمل فقلت له: هل تمنع عنك وترفض الفراش؟
قال لي: لا
قلت لها: لماذا ترفضين الحمل؟
قالت: اسأله متى كان هذا؟ وهل كان عنده علم وموافق؟ ومن كان يشتري لي حبوب منع الحمل؟ حتى يشتكي لك من هذا الأمر؟
قلت: أريد جوابك عن أسئلة زوجتك؟
قال: وهو منكس رأسه كان من شهور سابقة وكلمتني لأجل إتمام رضاعة الولد وأنا الذي كنت أشتري لها الحبوب.
فقلت له: أنت تشتري لها الحبوب وتشتكي منها وضحكت واستغرب والد البنت وأنهى الحوار بحزم وقمنا وخرجنا ونحن في استغراب واستنكار، وما عاش وخالط الناس رأى العجب وما يجلب الجلطات.
هذه كانت استشارتك وأما الأمور الطبية ترجعون فيها إلى الدكاترة أهل الاختصاص، أما أمور الفتوى فهي للجهات المختصة من حيث الأحكام الفقهية المتعلقة بقضايا منع الحمل حلالاً أو حرامًا.
والله يرزق الجميع بمن يهتم فيهم ويحرص عليهم ويظهر قدرهم وقيمتمهم هههه
اللهم آمين
No Comments