71 – يقول لأمه: أشتكي عليك بالشرطة► تجارب اجتماعية

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع غيرك لتعم الفائدة

lightBrain

ناموس الاستشارة

السلام عليكم
أنا جدا متضايق من أيام، عندي الولد مراهق 14 سنة وهو مؤدب جدا ومطيع ومسالم وبار، لكن المشكلة الأم قاسية شديدة الصراخ والتعنيف، وقد تصل للدعاء ولعن العيال، فقال لها: بشتكي عليك الشرطة، وكانت هذه الكلمة صدمة لها بصورة سلبية كبيرة ، وأنا انزعجت منها وشرحت لها بيني وبينها، وليتني لم أفعل ذلك، قلت لها أن سبب مقولته هذه هو شدة ضغطك عليه، مما جعلها تثير زوبعة وازعاج، وكلمت الولد بحوار ونقاش وبينت له خطورة كلامه وأنه عقوق وخطأ وأن الأم هي وصية الله في القرآن ووصية رسول الله في "أمك ثم أمك ثم أمك"، ولا يصلح أن تقول لأمك ما يغضبها ولا أن ترد عليها، والولد بار وعاقل جداً واعتذر واعترف بخطئه، وقال أنه اندفع بسبب حدة أمه وقسوتها، وقال هي التي تخرجني من طوري، وما كنت أقصد أغضبها، ووعدني بالاعتذار ثم ذهب يعتذر لها ولكنها رفضت اعتذاره وقست وشدت عليه أكثر، ولم تقبل اعتذاره ولا تريد اعتذاره، وفي الليل دخلت معها في نقاش وحدة في الكلام بسبب هذا الأمر وسوء تعاملها مع الولد الذي يزداد سوءً وينحرف بسبب ذلك، وهو متضايق جداً منذ ذلك الوقت.

السموحة منك، أنت مضخم الأمر ومكبر الموضوع فوق حجمه لا أقصد أنه خطأ الأم أو خطأ الولد، وإنما أقصد الضيق والحزن وطريقة سردك للموضوع وكأن مصائب الدنيا وقعت فوق رأسك، أنت مخطئ ومجحف في حقك، فصحتك وراحتك أهم من زوجتك وولدك، فإذا لم تؤمن بهذه الحقيقة فلا قيمة لك، هذا أولاً.
ثانيَا: ليش تفسد علاقتك مع زوجتك بسبب خطأها هي أو خطأ ولدها، يعني أنت في هذه الليلة نمت متعكر المزاج ولم تعرس وخربت ليلتك بسبب جدالك معها واعتراضك عليها، فتعاملت معها بالعقل والمنطق، ومَنْ يتعامل مع الحرمة بعقل ومنطق خسر الفراش والوناس.

* قال: صح كلامك ضيعنا تلك الليلة، ونمت في قلق وقهر.

قلت: يا أخي نصيحة لا تدخل بين الأم وولدها، فهي أرحم منك عليه، وهي التي تعبت ولم أر ولا يوجد ابن يحقد أو ينحرف ويصيع ويضيع بسبب قسوة الأم وشدتها، وإنما الخطر هو شدة الأب وقسوته الزائدة الغير حكيمة، أو ضربه المتكرر أو إهانته لولده، أو تحريض الأم وتشويه صورة الأب، فهذا الذي يؤثر في الأبن، فالأب أعظم مكانة وتأثيرًا من الأم في هذا الباب، وما دام أنت والده وتحاوره وتناقشه بالتي هي أحسن فلا تخاف على ولدك، الله حافظه لك ثم بحسن تعاملك معه.
ولا تخسر ولدك لأجل أي أحد، حتى لو كان أمه التي لا تحسن التصرف، فمهما قالت لك الأم واشتكت فلا تستعجل عقوبة ولدك بذلك حتى تعرف جميع الملابسات، لأن عديد من الأمهات بقصد أو دون قصد هنّ سبب فساد العلاقة بين الأب والأبناء، إذا أخطأ الولد تطلب من الزوج تعنيفه أو ضربه أو الشدة عليه والشكاية منه، وبدون تعقل من الأب، وبحجة البر بالأم، يتعامل مع أولاده بقسوة غير حميدة وإهانة ونصائح كريهة منفرة، وتكون الأم بعد ذلك القلب الرحيم الحنون المنقذ ويكون الأب المجرم في المنزل، انتبه من ذلك.

* قال: بالفعل كلامك صحيح تلومني وتعاتبني بأني ما ضربته ولا حاسبته ولا صفعته ولا قسيت عليه.

قلت: حبيبي لا تخسر رجل قط بسبب أي أحد، فكل رجل ستحتاجه في جنازتك، ولكن أصلح الزلل وصوب الخطأ بمراد الله ونهج رسول الله في علاج الأخطاء والتعامل مع المخطئين.
ووسع مساحة الحرية للناس؛ فمن حق الأم أن تقبل أو لا تقبل اعتذار ولدها، وهذا درس مفيد للولد عليك أن تستثمره، وهذا هو التركيز في كيف نستثمر كل موقف تربويًا وتكبير الفكر وترقية العقل، الدرس هو أنه إن لم يستطع إرضاء أمه فكيف سيرضى زوجته أو زوجاته إذا غضبنّ أو زعلنّ وتركنّ بيت الزوجية؟
كيف سيتعامل مع زوجته التي يحبها إذا فشل في إرضاء أمه؟ ومثل ما أنك زعَّلت أمك وقلت لها هذه الكلمة القاسية، اعطها فرصة وكرر لها الاعتذار بعد مدة، وهي بالتأكيد تحبك، وعلى قدر الحب يكون قدر الزعل، ويا ولدي لا بد من الصبر في الحياة كما قال رسول الله: (فالمؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم خير من المؤمن الذي لا يخالط الناس ولا يصبر على أذاهم).
شيء آخر وهو مهم، يا أخي عيالنا ليسوا عيب لنا ولا نحن صنعناهم ولا خلقناهم، فاستعباد العيال وإهانتهم والتقليل من كرامتهم هو أمر محرم عند الله، فهم أمانة من الله، مأمورين بحسن تربيتهم ونشأتهم ليكونوا عباد الله صالحين نافعين، وليس لك ولا لأمهم التسلط عليهم، والعادات والتقاليد المخالفة لشرع الله في تربية العيال لا تصلح،
افهموا دين الله وتعلموا شرع الله في التربية والتعامل مع الذرية، تما كما نتعلم كيف نصلي ونصوم ونحج، وعيالنا هم مستقبلنا، وعلى قدر سوء التعامل أو حسن التعامل على قدر قوة وصحة أو ضعف وهشاشة مستقبلنا، وأنا عندي عقيدة جازمة بأن خلل وبلاء أمتنا يبدأ من بيوتنا.
ترى يوجد مِن الصحابة مَن اشتكوا لرسول الله من آبائهم وما قال لهم رسول الله هذا عقوق، ولا أسمح لأحد أن يشتكي على أحد، وكان هو صلى الله عليه وسلم السلطة القانونية والقضائية والتنفيذية والشرعية في ذلك، وكل من يرى نفسه مظلوم سيشتكي إلى من يزيل عنه الظلم، حتى زوجتك لو ظلمتها ستشكي عليك، يعني حلال لها حرام على ولدها؟ هذه ازدواجية في المعايير، والحمد لله ترى الشرطة ولا المحاكم مسلمين ولا ولن يأمروا ولا يحثوا على عقوق الوالدين، وكل من له حق يأخذه، فالخطورة ليس لجوء العيال للشرطة، بل ما أسباب لجوء الأبناء للشرطة والمحاكم؟
فإما أن تكون أسبابهم أسباب كاذبة، فالشرطة تربيهم إن شاء الله، وإما أن تكون أسباب واقعة حقيقية، فالشرطة توجه الوالدين للصواب، وأنا شخصيا ليس عندي أي مشكلة أو غضاضة في شكاية عيالي مني إلى الشرطة؟، ولا لأي جهة في الدنيا، إذا أنا من أعطيتهم حقوقهم المصونة في شرع الله وسنة رسوله فلهم الحق في الشكاية لأي جهة تنصفهم أو تردعني وتستطيع أن تعطيهم حقهم المزعوم.

👋 مرحباً؛  يسعدنا وجودك👋

اشترك معنا ليصلك كل جديد ومميز

لا نستخدم بريدك للدعايا ولا للإزعاج

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع غيرك لتعم الفائدة

No Comments

Post A Comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.


نوصيك بقراءة
JTNDaW1nJTIwJTBBc3R5bGUlM0QlMjJkaXNwbGF5JTNBJTIwaW5saW5lLWJsb2NrJTIwJTIxaW1wb3J0YW50JTNCJTIyJTBBY2xhc3MlM0QlMjJ2Y19zaW5nbGVfaW1hZ2UtaW1nJTIwJTIyJTIwc3JjJTNEJTIyaHR0cHMlM0ElMkYlMkZtaWZ0YWhhbGtoYXlyLmNvbSUyRndwLWNvbnRlbnQlMkZ1cGxvYWRzJTJGMjAyMSUyRjA5JTJGbGlnaHRCcmFpbi0xMDB4MTAwLnBuZyUyMiUyMGFsdCUzRCUyMmxpZ2h0QnJhaW4lMjIlMjB0aXRsZSUzRCUyMmxpZ2h0QnJhaW4lMjIlMjB3aWR0aCUzRCUyMjgwJTIyJTIwaGVpZ2h0JTNEJTIyODAlMjIlM0UlMEElMEElM0NoMyUyMCUwQXN0eWxlJTNEJTIyZGlzcGxheSUzQSUyMGlubGluZS1ibG9jayUyMCUyMWltcG9ydGFudCUzQiUyMHRleHQtYWxpZ24lM0ElMjBjZW50ZXIlM0Jmb250LWZhbWlseSUzQUFicmlsJTIwRmF0ZmFjZSUzQmZvbnQtd2VpZ2h0JTNBMjAwJTNCZm9udC1zdHlsZSUzQW5vcm1hbCUyMiUyMGNsYXNzJTNEJTIydmNfY3VzdG9tX2hlYWRpbmclMjIlM0UlRDklODYlRDglQTclRDklODUlRDklODglRDglQjMlMjAlRDglQTclRDklODQlRDglQTclRDglQjMlRDglQUElRDglQjQlRDglQTclRDglQjElRDglQTklM0MlMkZoMyUzRQ==[vc_column width="1/4"][vc_column width="3/4"] أولاً: رفع الله قدرك وبارك فيك وزادك عقلاً وحرصًا وتوفيقًا؛ فمن أعظم…
0