
ناموس الاستشارة
لدينا مشكلة وجعل الأمر عندي لأني في الاستشارات الأسرية ومهتم في الباب والناس تشاورني وما أعرف ويش التوجيه المناسب والإرشاد لهذه الحالة، رجل متزوج ولديه عيال، تزوج على زوجته وهو عاقد على الجديدة واكتُشف أمره فذهبت الزوجة وأخذت العيال ولا تريد ترجع أبد وأهلها واقفون معها وسوف يعنونها على الطلاق، واحترت ويش الحل المناسب! فما رأيك أنت في الأمر؟
يعني أفهم من كلامك ما في خيار إما طلاق الأولى أو الثانية؟
قال: للأسف، نعم فالزوجة الأولى وأهلها ما يرضون.
الحل يسير وبسيط إن شاء الله بعد الدعاء وتسهيل الله وعليه بقاعدة ارتكاب أخف الضررين قاعدة مهمة جدا نتعلمها من سورة الكهف كل جمعة في قصة موسى والخضر عليهما السلام في قتل الغلام، فهو بين ارتكاب أخف الضررين بين الوقوع بالمعاصي والحرام أو مصلحة العيال من جهة؟ أو أخف الضررين بين زيادة واستكثار الخير مقابل إضاعة العيال، وباختصار
1- إذا الرجل تزوج من الثانية لأنه يريد أن يعف نفسه ويخاف على نفسه من الزنا أو المحرمات الموردة للنار؛ فسلامة دينه وآخرته ونجاته مقدمة على زوجته وعياله، ولكن عليه الصبر والإكرام ولا يظلمهم ولا يقصر على عياله مهما كانت نهاية العلاقة الزوجية، ويحسن لها ولعياله ولو لجأت للمحاكم أو تطلقت فنجاته هو مقدمة، وهذا لا يعني أن الزوجة مقصرة فقد تكون حاجته للعفاف أكبر مما تقوم به زوجته من أجله، ولا أعرف قد تكون زوجته مقصرة بسبب اهتمامها بالعيال أو بعملها أو بأهلها أو غير ذلك، وهذا أمر ظاهر عند عديد من النساء حيث يتحول الزوج إلى مجرد ماكينة صراف آلي، ولا يُهتم به ولا يُعرف أن البيت كله قائم عليه، ومع وجود الفتن حوله ونحن بزمن أصبحت فيه كل سبل العفة والصيانة صعبة المنال، وكل طرق الانحراف أو الانجراف أو الانخراف سهلة الوصول إليها، عصمنا الله من الفتن كلها وثبتنا السلامة على كل خير. المعاصي والزنا من الإجرام قال الله تعالى ﴿ يُبَصَّرُونَهُمْ ۚ يَوَدُّ ٱلْمُجْرِمُ لَوْ يَفْتَدِى مِنْ عَذَابِ يَوْمِئِذٍۭ بِبَنِيهِ ١١ وَصَـٰحِبَتِهِۦ وَأَخِيهِ ١٢ وَفَصِيلَتِهِ ٱلَّتِى تُـْٔوِيهِ ١٣ وَمَن فِى ٱلْأَرْضِ جَمِيعًۭا ثُمَّ يُنجِيهِ ١٤ ﴾
2- أما إذا كان زواجه من الثانية من باب الترف والخرف وتحريض لمن حواليه أو التأسي بغيره كما يظن وهو لا يعرف وضعهم ولا ظروفهم أو مجرد نزوة عابرة، والزوجة مهتمة به وحريصة على إعفافه كلما رغب بها أو لم يرغب، ولا تمنعه عن نفسها متى ما رغبها، وتخاف الله فيه وتعينه على أمر دينه ودنياه، وكان السبب من التعدد هو مجرد التكاثر من حلاوة النساء وزيادة قرة العيون العيال وهو بعيد عن المحرمات والفتن، فالمحافظة على رأس المال من الزوجة والعيال مقدم على مزيد الربح؛ فتربية العيال واهتمام بهم والقيام على دينهم وأخلاقهم وعقولهم أولى من التشتت، فالطلاق اليوم بؤرة الشقاق لجهل أو تجاهل الناس عن الآداب الشرعية والأحكام المرعية بخصوص الطلاق وما بعده.
وآخر الدواء الكي والبتر، وعلى ذلك عليه أن يكرم الجديدة بجميل المقال وحسن التعامل ويقبلها من رأسها إلى رجلها ويتعذر لها بالعيال ثم يفارقها، كما أمره الله بالإحسان إن رغب هو في ذلك، بعد موازنته وأين المصلحة الأكبر في الدنيا والآخرة، وهو أعلم بظروفه وحاله، والله قال في القرآن ولا معقب لقوله في سورة النساء ﴿ وَإِنْ أَرَدتُّمُ اسْتِبْدَالَ زَوْجٍ مَّكَانَ زَوْجٍ وَآتَيْتُمْ إِحْدَاهُنَّ قِنطَارًا فَلَا تَأْخُذُوا مِنْهُ شَيْئًا ۚ أَتَأْخُذُونَهُ بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا ٢٠ وَكَيْفَ تَأْخُذُونَهُ وَقَدْ أَفْضَىٰ بَعْضُكُمْ إِلَىٰ بَعْضٍ وَأَخَذْنَ مِنكُم مِّيثَاقًا غَلِيظًا ٢﴾
No Comments